توقيت القاهرة المحلي 22:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤسسة عبدالمحسن القطان والتحدى الفلسطينى

  مصر اليوم -

مؤسسة عبدالمحسن القطان والتحدى الفلسطينى

بقلم - زياد بهاء الدين

 فى غمرة الأحداث المؤسفة والمتلاحقة التى يمر بها الوطن العربى، وآخرها نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس وسقوط عشرات الشهداء الفلسطينيين دفاعا عن عروبة المدينة وعن الهوية العربية، تلقيت رسالة من يومين جلبت لى الكثير من السعادة والأمل.

الرسالة هى دعوة من «مؤسسة عبدالمحسن القطان» لحضور افتتاح مركزها الثقافى الجديد بمدينة رام الله يوم الخميس القادم. وقد تلقيت الدعوة من الصديق العزيز «عمر القطان»، المسئول عن أعمال المؤسسة منذ إنشائها ورئيس مجلس أمنائها الحالى، وهو أيضا نجل المرحوم «عبدالمحسن القطان»، رجل الأعمال الفلسطينى الذى توفى فى مطلع شهر ديسمبر الماضى بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطينى المسلوبة.

وقد تم إنشاء المؤسسة فى شكل جمعية أهلية بريطانية عام ١٩٩٣ ثم استكملت إجراءات التسجيل فى فلسطين عام ١٩٩٨. وطوال العشرين عاما الماضية نجحت المؤسسة فى تحقيق رسالتها التنويرية والحضارية من خلال أنشطة عديدة فى قطاع غزة والضفة الغربية فى جميع مجالات التعليم والفنون والآداب والمنح الدراسية ورعاية الأطفال، وكل ما يؤدى إلى تمكين الشباب من التسلح بأدوات العلم والثقافة لمواجهة القمع والاحتلال الإسرائيليين، والتعامل مع متطلبات العصر، والاستعداد لتحديات المستقبل.

وقد اختار «عبدالمحسن القطان» ومعه «عمر» وأسرته وأصدقائه العمل فى المجال الثقافى والتعليمى انطلاقا من القناعة بأن التحدى الذى يواجه الشعب الفلسطينى والامة العربية بوجه عام ليس فقط الاحتلال والصراع على الأرض والموارد، وإنما أيضا الحفاظ على الهوية الثقافية أمام محاولات طمسها والارتفاع بالمستوى التعليمى والثقافى والمعرفى لجيل جديد من الشبان والشابات كى تكون لديهم الأدوات التى تمكنهم من التقدم والمقاومة والمنافسة وعدم الاستسلام. هذا درس تعلمه الفلسطينيون منذ سنوات طويلة واهتم به الكثيرون ممن قدموا الدعم والمساعدة للطلاب والدارسين. ولكن ما تميزت به مؤسسة «عبدالمحسن القطان» وجعلها تقف فى طليعة هذا الجهد أنها اتخذت لنفسها شكلا مؤسسيا، مستداما، قادرًا على الاستمرار، وعلى التأقلم مع مضايقات وتدخلات الاحتلال الاسرائيلى والعنف والتعنت اللذين يمارسهما ضد كل انواع المقاومة حتى ما كان منه فى المجال الثقافى والتعليمى.

ولكن ما نفع التعليم والثقافة فى مواجهة القتل والقمع والحصار الذى يواجهه الشعب الفلسطينى منفردا وفى غياب دعم عربى أو مساندة دولية؟ الواقع أن النفع قليل بمعيار ما يجرى على الأرض وما يقدمه الفلسطينيون من تضحيات كل يوم من شهداء ومصابين ومنازل مهدمة وزراعات بائرة. ولكن من جهة أخرى فإن التعليم هو الرهان الوحيد المضمون للمستقبل وهو الشكل الأكثر استدامة للصمود وهو السلاح الأمضى فى مواجهة الظلم. ولهذا فإن كل استثمار فى التعليم والثقافة وتنمية البشر هو بالضرورة استثمار ناجح وذو عائد إيجابى لأنه يبنى للمستقبل ويجنى ثمارا أكيدة.

وتحدى التنمية البشرية لا يواجه الفلسطينيين وحدهم، بل هو التحدى الأكبر للوطن العربى بأسره، خاصة فى تلك البلدان الشقيقة التى تعرضت للحروب والارهاب والنهب والصراعات القبلية والطائفية وتحتاج اليوم لإعادة بناء وتعمير. فمن يتابع البرامج والخطط للمؤسسات الدولية والمجتمع الدولى لا يرى إلا تنافسا على الفرص القادمة لبناء الطرق والكبارى والمطارات والعواصم واقتناص الفرص لتوريد المعدات والمواد والبضائع، ولكن لا يجد ذات الاهتمام والاخلاص فى التفكير والاستعداد للنهوض بتعليم وثقافة ومهارات عشرات الملايين من الشباب العربى.

تحياتى للعاملين والمشاركين فى النشاط المتميز لمؤسسة «عبدالمحسن القطان» ولأفراد أسرته وأصدقائه، وأثق أنهم يعلمون أن غياب الحضور المصرى عن مناسبة الافتتاح ليس تجاهلا ولا عدم اكتراث بل للاسباب المعروفة والتى قد لا تمثل إلا قيمة رمزية، ولكن للرمز أهميته.

وبمناسبة الرمز، ما رأيكم فى أن عنوان المركز الثقافى الجديد لمؤسسة «عبدالمحسن القطان» بمدينة رام الله فى شارع اسمه «النهضة النسائية» بجوار «دوار نلسون مانديلا؟

المصدر : جريدة الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسسة عبدالمحسن القطان والتحدى الفلسطينى مؤسسة عبدالمحسن القطان والتحدى الفلسطينى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon