بقلم - مدحت نافع
مازلنا نذكر جميعا خطابا مزعجا حرص خلاله رئيس الجمهورية حينها على حياة الخاطفين كحرصه على حياة المخطوفين! بذات المنطق المعيب تعلو صيحات الغضب والاستنكار من امتداد أيادى التطوير إلى المقصد السياحى الأول فى مصر والعالم أجمع، حرصا على مصالح البلطجية الذين يديرون هذا المقصد، ويبتزون زائريه من المصريين والأجانب على السواء! أتحدث هنا عن منطقة الأهرامات التى ناديت كثيرا بتطويقها وتطويرها كمنطقة اقتصادية سياحية، وفى محيطها المتحف الكبير ومطار دولى وعدد من الفنادق الفاخرة. صيحات الاستنكار لا تعلن بالطبع رفضها للتطوير وحماية الآثار من التدهور والإهمال وتعظيم العائد الاقتصادى من استغلال المنطقة استغلالا أمثل... لكنها تزعم أن منح حق الانتفاع بإدارة تلك المنطقة إلى شركات متخصصة هو تخل متعمد من الدولة عن سيادتها على ثرواتها! وكأن وقوع ثرواتنا ضحية للإهمال والفوضى والسطو والابتزاز والتعدى على حجارة الأهرام بالقطع والنشر بآلات حادة! والنصب على السائحين وانتشار الروائح الكريهة والمشاهد المنفرة فى محيط المعالم الأثرية ــ هو مثال الوطنية والحرص على الاستقلال! وكأن استئجار خدمات الخبراء الأجانب الذين لولاهم لتأخر اكتشاف أهمية الآثار الفرعونية قرونا هو محض تفريط فى الاستقلال الوطنى، وبيع لخيرات البلاد! تصدير تلك الدعاية الكاذبة المزيفة هو غاية ما يصبو إليه المنتفعون من الفوضى فى كل مكان وزمان حتى يستمر استغلالهم الفاسد لمختلف المرافق والثروات تحت ستار الجنسية المصرية، التى لا محل لها إلا فى بطاقات هويتهم، والمصريون منهم براء.
نقلا عن الشروق القاهرية