توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقدم القاعدة صوب القمة

  مصر اليوم -

تقدم القاعدة صوب القمة

بقلم : أمينة خيري

ومازلنا مع فقرة الطبقية والعنصرية فى مصر، والتى أشعلها إعلان رمضانى عن تجمع سكنى شهير، حيث مواقع التواصل الاجتماعى مازالت مقلوبة رأساً على عقب بين منددين بمفاهيم تروج لميل الناس التى تشبه بعضها إلى التجاور، وآخرين يرون فى هذا الميل فطرة طبيعية، حتى وإن ظلت حبيسة العقل الباطن أو الرغبات غير المسموح بالتعبير عنها جهراً.

المؤكد أن هناك شعورا ملحا مرتبطا بطبيعة الحياة على متن مواقع التواصل الاجتماعى يدفع البعض إلى ضرورة المطالبة بمحو الفروق بين الطبقات، وإتاحة الموارد والثروات للجميع بالحق والمستحق، بغض النظر عمن يعمل ماذا ولماذا وبناء على أى معايير. ورغم أن هذا الشعور الملح يتبدد فى الهواء أمام أول مشوار للبحث عن مدرسة يلتحق بها الأبناء أو ناد رياضى يسعى رب الأسرة للاشتراك فيه أو شقة سكنية يحاول الحصول عليها، فإن الجدل والنقاش الدائرين حالياً حول مفهوم الطبقية فى مصر علامة صحية عظيمة.

عظمة النقاش- حتى لو احتقن قليلاً أو أشهر البعض أسلحة الاغتيال المعنوى فى وجه الفريق المضاد- تكمن فى فتح مجالات أخرى للنقاش غير الكرة ومحمد رمضان وحسن شاكوش وحكم دخول الحمام بالرجل اليمين والاستعانة بشرطة الأخلاق الحميدة للحكم على فستان هذه وتيك توك تلك. معضلة الملف الطبقى فى مصر تكمن فى جمود الحوار وتوقفه عند مرحلة الفجوة السحيقة بين الأثرياء والفقراء، وهو الجمود الذى لا يسفر إلا عن حل ساذج واحد لا ثانى له، ألا وهو ضرورة أن يعطى الغنى الفقير مما أعطاه الله. ويوم فتح الله علينا، وجددنا الخطاب الطبقى، رفعنا راية العدالة الاجتماعية من نفس المنظور، ألا وهو وضع حد أقصى للأجور، على أن يتم ضخ المبالغ التى يتم توفيرها فى حسابات أصحاب الدخول الضعيفة. وقلما يتطرق الحوار إلى تمكين الفقراء بسبل غير جمع التبرعات من أجل ضخ كرتونة رمضان على موائدهم خلال الشهر الكريم أو جمع التبرعات وأموال الزكاة والصدقات فى غير رمضان لشراء المزيد من الطعام لهم أو سداد ديونهم لفك كرب الغارمين والغارمات. وتظل السبل الأخرى من تمكين الفئات الأقل حظاً عبر إصلاح التعليم الحكومى والتدريب على حرفة مدرة للدخل والتوعية بقيمة الأسرة قليلة العدد وغيرها على الهامش.

هوامش الطبقية فى مصر كثيرة، ولا يمكن اختزالها فى خناقة مع من يرى أن سكان التجمعات السكنية المغلقة عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ويهرعوا إلى هدم الأسوار التى يقبعون خلفها حتى يظهروا حسن نواياهم أمام الإنسانية جمعاء. كما لا يجدر بنا أن نتعامل معها فقط من منظور مطالبة الدولة بتوفير معاول هدم الفروق الطبقية حتى تتاح الفرصة للقابعين عند قاعدة الهرم أن يتقدموا صوب القمة. علينا أن نفتح المجال أمام نقاش الصراع الطبقى فى مصر بشكل أشد منطقية وواقعية إن كنا نطمح إلى تحقيق عدالة اجتماعية على أرض الواقع وليس أرض فيسبوك وتويتر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدم القاعدة صوب القمة تقدم القاعدة صوب القمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon