توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعاً 2023 حلوه ومره

  مصر اليوم -

وداعاً 2023 حلوه ومره

بقلم - أمينة خيري

في مثل هذا الوقت من كل عام، يهرع الجميع لعمل جردات سياسية واقتصادية وفنية لأحداث العام وشخصياته. يجري إعداد قوائم الأفضل والأكثر مشاهدة والأعلى شعبية وحتى الأسوأ والأخطر. إعداد القوائم، واستعراض أحداث وشخصيات ومحطات العام ليس حكراً على الإعلام. جميعنا يعد قوائمه بشكل أو بآخر. وغالباً تجبرنا أجواء النهايات على تقييم ما مضى، وتوقع أو تمني أو التخطيط للقادم.

 

يظل القادم في 2024 ذا نكهة مختلفة. الغيب لا يعلمه إلا الله، وما ستؤول إليه أمور الكوكب المرتبك غير معلوم، لكن أحداث عام مضى ربما تلقي أضواءً على عام مقبل.

العام المقبل لن يكون سهلاً، فمجريات 2023 بعيدة عن اليسر والسلاسة. لو كان لي أن أحكم على العام الذي نودعه، لاعتبرته عام الانكشافات والاكتشافات. تكمن أهمية الانكشافات في إزالة الطبقات والأتربة، أو التمويهات التي تعيق رؤية الواقع على حقيقته. وحقيقة القوة في العالم، بمعناها الكلاسيكي، حيث السياسة والاقتصاد والقوة العسكرية، أشارت إلى احتفاظ الثلاثي الولايات المتحدة والصين وروسيا برأس قائمة الأكثر قوة، وبهذا الترتيب. لكن الترتيب أحياناً يكون ظالماً، وكذلك معايير التصنيف. القوة أيضاً تأثير وتقويم وتعديل وابتكار. والقوة موقع استراتيجي، وقدرة على الضغط، وصوت يصعب إسكاته.

الإمارات، والسعودية، أثرتا وابتكرتا. مصر، وتركيا، وإيران، أثرت وأثبتت قدرة على تغيير مسارات وقرارات.

يخبرنا 2023، أن قرار السلام أحياناً، وربما دائماً بحكم التعقيدات البشرية، أصعب من قرار الحرب. بدا العالم، لاسيما الشرق الأوسط، على مدار العام أبعد ما يكون عن السلام. حروب ضارية اندلعت، وأخرى مزمنة استمرت، والمؤشرات تفيد بأن النهايات السعيدة ليست قريبة.

لكن الصورة ليست كلها قاتمة. أقول إن مجريات 2023 أعلت مبدأ «عقلك في رأسك.. تعرف خلاصك». كشفت الكثير من الأحداث أن الواقع ليس شعارات، وأغنيات، وهتافات، وأن «وقت الجد»، وأولويات البقاء، فما بالك بالاستمتاع بالحياة، وترك أثر يبني عليه الأحفاد، يتطلب عملاً، وعلماً، وحسن تقدير للموقف، وحسابات دقيقة لمواطن القوة وأسباب الضعف، وطرح العلاجات المبنية على حسابات لا أحاسيس، ومعارف لا أمنيات.

هذا العام، دق أمير الشعراء أحمد شوقي بابنا بإصرار. همس في أذن كل منا مذكراً إيانا بأن «ما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا». ولو قدر له أن يشرح، لأخبرنا أن ما قصده بـ«غلابا» لم يقتصر على القوة بمعنى اللجوء للعنف والفتك والخشونة، لاسيما لو كان العنف سيقابل بالأعنف، والخشونة ستواجه بالأخشن منها، حتى وإن كان عنفاً له ما يبرره، حيث رد الحقوق ودرء الظلم.

من الظلم أن نعتبر 2023 برمته عاماً قاسياً بحروبه وزلازله وكوارثه الطبيعية. شهدت الأيام الأخيرة في العام اتفاقاً تاريخياً يحمل الأمل في دفع الدول بعيداً عن الوقود الأحفوري تجنباً للمزيد من التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ. في دبي، وفي رحاب مؤتمر الأطراف بشأن تغيّر المناخ، أقرت 197 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي «اتفاق الإمارات» الذي يضع العالم فعلياً على طريق العمل المناخي الصحيح، إنقاذاً للكوكب وحماية للبشرية.

البشرية في 2023، كما شهدت حروباً وصراعات، شهدت علوماً وابتكارات بالمئات. على سبيل المثال، توصل علماء الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي لجهاز يرتديه الجراح على رأسه خلال إجراء العمليات الجراحية بالغة الحساسية والخطورة مثل: أورام المخ، يمكنه من الاطلاع على الواقع المعزز دون النظر إلى شاشة أو ورقة. ويوجهه هذا الجهاز بصرياً لإتمام الجراحة وتقليص هامش الأخطاء. وقائمة الابتكارات التي تحمي البشرية طويلة.

كان عاماً مليئاً بالحروب والأزمات، وأيضاً بالحلول والانكشافات، كما كشف الستار عن مفهوم أوسع للقوة التي تحتمل قوة التأثير والابتكار بجانب قوة المال والسلاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً 2023 حلوه ومره وداعاً 2023 حلوه ومره



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس

GMT 10:58 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

عطر bocheron quatre للرجل الجذاب والأنيق

GMT 05:43 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

تشيلسي كلينتون تدافع عن بارون ترامب عقب الهجوم عليه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon