توقيت القاهرة المحلي 04:32:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

بقلم : أمينة خيري

مجتمعات الأخلاق الحميدة والفضيلة العتيدة موجودة فى كل مكان وزمان. كذلك مجتمعات الفصام الأخلاقى والحول السلوكى سمة من سمات البشرية. ولا ننسى أيضاً المثل الشعبى العبقرى القائل «من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله». وبين هذه المجتمعات من مضت عليه عقود وهو على هذه الحال، فلم يعد يرى فى التناقض بين ما يرفعه من شعارات وما يقترفه من أعمال تناقضاً مزعجاً أو نفاقاً مؤلماً، بل أسلوب متطابق و«هذا ما وجدنا عليه آباءنا».

وجدنا آباءنا مهما بلغوا من رقة حال يقترضون المال ويستدينون من أجل أن إتمام زيجة البنت وشراء النيش وملأه بما لا ينفع ولا يستخدم بل يضر الجيب والميزانية لسنوات مقبلة. ووجدنا أمهاتنا يحررن «وصل أمانة» بأموال يعجزن عن سدادها لشراء موبايل حديث أو غسالة فول أوتوماتيك أو طقم الصينى الـ1200 قطعة ثم يتم حبسهن ثم نجمع الأموال من دافعى الضرائب والمقتدرين لفك كربتهن وليس تطهير وتعقيم وعيهن وفكرهن.

وهناك الفكر الذى هبط علينا بكل قوة وشراسة خلال العقود الخمسة الماضية، وتسلل إلينا ليحول الكائن الأنثوى إلى مشروع دعارة ودعوة للفسق والفجور لحين إشعار آخر. المجتمع الذى كان يعتبر سامية جمال أميرة فى مجالها وهدى سلطان ملكة فى غنائها وفاتن حمامة أسطورة فى تمثيلها بات يعتبر الرقص والغناء والتمثيل رجساً وفسقاً وفجوراً. المجتمع الذى يعتبر ميركل نموذجاً فذاً للقيادة والسياسة والتقدم ينهنه ويبرطم حين تلوح فى أفقه سيدة ناجحة فى عمل قيادى أو منصب بارز لأن «الحريم مكانهن البيت» فى العام العشرين من الألفية الثالثة. والفصام الفكرى لا آخر له والحَول العقائدى لا قيد له.

وأحدث ما نتابعه من مظاهر الفصام ما يجرى فى قضية حنين حسام ابنة الـ19 عاماً. المجتمع الذى يعرف جيداً أن التحرش بالنساء بات منظومة راسخة، وأن مقاييس الأيزو الواردة إلينا عبر الحدود فى غلاف دينى باتت بطاقة مرور الأنثى المصرية إلى عالم القبول المجتمعى أو الرفض- انتفض وكأنه فوجئ بأن حنين حسام هى أول فتاة مصرية مسلمة «ملتزمة» تقوم بتصوير مقاطع تخلط بين الممنوع والمسموح «مجتمعياً». هناك الآلاف من الفتيات يتعاملن مع مواقع التواصل الاجتماعى، القديم منها والحديث من المنطلق نفسه الذى تعاملت به حنين.

ولن ندخل فى جدلية «هل من حق الفتاة المصرية أن تجاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تفكر فيه أم أنها فى أمان طالما احتفظت به لنفسها ولأصدقائها وصديقاتها فقط أى بعيداً عن أعين المجتمع المتلصصة؟»، ولكن لنا أن ندخل فى جدليات أخرى: حنين اعتبرت أن الغطاء الذى تضعه على رأسها الدليل الأوحد والبرهان الدامغ على أنها «فتاة محترمة»، وهو ما يؤكد لنا للمرة المليون أن المظهر المتدين هو ما يعنى الملايين وليس الجوهر. وللجدلية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنين والحَوَل المجتمعى حنين والحَوَل المجتمعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon