توقيت القاهرة المحلي 06:55:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

  مصر اليوم -

حنين والحَوَل المجتمعى

بقلم : أمينة خيري

مجتمعات الأخلاق الحميدة والفضيلة العتيدة موجودة فى كل مكان وزمان. كذلك مجتمعات الفصام الأخلاقى والحول السلوكى سمة من سمات البشرية. ولا ننسى أيضاً المثل الشعبى العبقرى القائل «من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله». وبين هذه المجتمعات من مضت عليه عقود وهو على هذه الحال، فلم يعد يرى فى التناقض بين ما يرفعه من شعارات وما يقترفه من أعمال تناقضاً مزعجاً أو نفاقاً مؤلماً، بل أسلوب متطابق و«هذا ما وجدنا عليه آباءنا».

وجدنا آباءنا مهما بلغوا من رقة حال يقترضون المال ويستدينون من أجل أن إتمام زيجة البنت وشراء النيش وملأه بما لا ينفع ولا يستخدم بل يضر الجيب والميزانية لسنوات مقبلة. ووجدنا أمهاتنا يحررن «وصل أمانة» بأموال يعجزن عن سدادها لشراء موبايل حديث أو غسالة فول أوتوماتيك أو طقم الصينى الـ1200 قطعة ثم يتم حبسهن ثم نجمع الأموال من دافعى الضرائب والمقتدرين لفك كربتهن وليس تطهير وتعقيم وعيهن وفكرهن.

وهناك الفكر الذى هبط علينا بكل قوة وشراسة خلال العقود الخمسة الماضية، وتسلل إلينا ليحول الكائن الأنثوى إلى مشروع دعارة ودعوة للفسق والفجور لحين إشعار آخر. المجتمع الذى كان يعتبر سامية جمال أميرة فى مجالها وهدى سلطان ملكة فى غنائها وفاتن حمامة أسطورة فى تمثيلها بات يعتبر الرقص والغناء والتمثيل رجساً وفسقاً وفجوراً. المجتمع الذى يعتبر ميركل نموذجاً فذاً للقيادة والسياسة والتقدم ينهنه ويبرطم حين تلوح فى أفقه سيدة ناجحة فى عمل قيادى أو منصب بارز لأن «الحريم مكانهن البيت» فى العام العشرين من الألفية الثالثة. والفصام الفكرى لا آخر له والحَول العقائدى لا قيد له.

وأحدث ما نتابعه من مظاهر الفصام ما يجرى فى قضية حنين حسام ابنة الـ19 عاماً. المجتمع الذى يعرف جيداً أن التحرش بالنساء بات منظومة راسخة، وأن مقاييس الأيزو الواردة إلينا عبر الحدود فى غلاف دينى باتت بطاقة مرور الأنثى المصرية إلى عالم القبول المجتمعى أو الرفض- انتفض وكأنه فوجئ بأن حنين حسام هى أول فتاة مصرية مسلمة «ملتزمة» تقوم بتصوير مقاطع تخلط بين الممنوع والمسموح «مجتمعياً». هناك الآلاف من الفتيات يتعاملن مع مواقع التواصل الاجتماعى، القديم منها والحديث من المنطلق نفسه الذى تعاملت به حنين.

ولن ندخل فى جدلية «هل من حق الفتاة المصرية أن تجاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تفكر فيه أم أنها فى أمان طالما احتفظت به لنفسها ولأصدقائها وصديقاتها فقط أى بعيداً عن أعين المجتمع المتلصصة؟»، ولكن لنا أن ندخل فى جدليات أخرى: حنين اعتبرت أن الغطاء الذى تضعه على رأسها الدليل الأوحد والبرهان الدامغ على أنها «فتاة محترمة»، وهو ما يؤكد لنا للمرة المليون أن المظهر المتدين هو ما يعنى الملايين وليس الجوهر. وللجدلية بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنين والحَوَل المجتمعى حنين والحَوَل المجتمعى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon