توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحراك الطلابي هناك

  مصر اليوم -

الحراك الطلابي هناك

بقلم - أمينة خيري

ما يحدث فى الجامعات الأمريكية من حراك حول حرب القطاع ليس عاديا. لا يمكن وصف ما يجرى باعتباره «لعب عيال» أو «حماس شباب» أو مجرد ميول يسارية سمة الجامعات لا سيما فى كليات العلوم الإنسانية. حتى ساعات قليلة مضت، كانت الفعاليات الاحتجاجية المنددة بإسرائيل قد امتدت لـ50 جامعة فى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لنحو ألفى حالة قبض على ضالعين فى هذه الفعاليات، وحفل تخرج تم إلغاؤه.

بحسب عدد لا بأس به من الطلاب أنفسهم الذين تشهد جامعاتهم فعاليات احتجاجية منددة بـ«الإبادة الجماعية» لسكان غزة، فإن أغلب الفعاليات عبارة عن هتافات وترديد أغان وصلوات.

فى بعض الجامعات، تم نصب خيام من قبل الطلاب المناهضين لإسرائيل والمطالبين باتخاذ خطوات تصعيدية من شأنها أن تضع ضغطا حقيقيا على إسرائيل لتوقف عدوانها.

شهدت جامعة واحدة على الأقل عملية إنزال للعلم الأمريكى ورفع العلم الفلسطينى بدلا منه، ويبدو أن إنزال العلم كان التعبير «الأسوأ» عن الاحتجاج.

وفيما عدا ذلك، يقول شهود العيان من الطلاب وعدد من الأساتذة إن الحراك الطلابى كان يمكن أن يمر دون عنف، لولا حدوث شيئين: الأول بعض التظاهرات المحدودة المؤيدة لإسرائيل والتى اختار المشاركون فيها مناطق متاخمة للمؤيدين للجانب الفلسطينى، وهو ما ألهب المشاعر وأججها، والثانى التدخل السريع للشرطة. ولأن تعريف «معاداة الصهيونية» أمر بالغ الصعوبة، فإن تبرير العنف الزائد مع الطلاب أمر سهل.

القول بأن إسرائيل دولة باغية أو تمارس العنف المفرط أو ترتكب إبادة جماعية معاداة للسامية؟ هل كتابة لافتات تشير إلى أن الصهيونية هى الممارسة الحقيقية للإرهاب معاداة للسامية؟ هل المطالب بتقديم إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية لمعاقبتها على ما ترتكبه فى غزة معاداة للسامية؟ أم أن كل ما سبق معاداة لارتكاب جرائم حرب من النوع الثقيل ولا علاقة لها بالسامية أو الفوبيا وغيرها من أنواع الرهاب القائم على المعتقد والأيديولوجيا؟.

يصعب أن تجد دولة فى العالم تفتح أبوابها لطلاب للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم السياسية دون استشعار خوف أو حرج أو خطر، لا سيما حين يتعلق الأمر بالسياسة وموقف الدولة منها، أو بالتمويل ونصيب المؤسسة التعليمية منه. السماح بالتظاهرات فى داخل الجامعات فى أمريكا له قواعد غريبة.

إذا كانت الجامعة عامة، فهى تلتزم بالتعديل الأول فى الدستور الأمريكى والذى يحمى أغلب أنشطة التعبير عن الرأى فى الجامعات، مهما بلغت درجة بغيضة مثل حرق العلم. أما الجامعات الخاصة، فسياساتها لا تخضع بشكل مباشر للتعديلات فى الدستور، ولكن قواعدها تلتزم بها بشكل أو بآخر. الأمريكيون أنفسهم فى حيرة من أمرهم لما يجرى فى الجامعات.

وبعيدا عن موقفهم المؤيد أو المناهض لأى من طرفى الصراع، فإن مشهد الطالب الجامعى، بينما يجرى تقييد يديه وجذبه إلى خارج الجامعة فى سيارة الشرطة، صادم للأغلبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحراك الطلابي هناك الحراك الطلابي هناك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon