توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضرر الحقيقى

  مصر اليوم -

الضرر الحقيقى

بقلم - أمينة خيري

الضرر الحقيقى الحالى الواقع على الدين يكمن في الإصرار على تمرير الفيل من عنق الزجاجة. نقول إن الدين يهذب الطبيعة البشرية ولا يقمعها، لا يتحيز لجنس دون آخر، يقولون هذا ليس قمعًا بل هو صميم الدين، وهذا ليس تحيزًا بل هو الدين الحق. نقول إن الدين لا يحارب الجمال والرقى بل يسعى إليهما، يقولون هذا ليس جمالًا بل قبحًا وهذا ليس رقيًا بل تدنيًا.

ما وصلنا إليه الآن من صراع مزرٍ بين فريق يتزعمه البعض من رجال الدين، وتسير الملايين في ركبهم منذ السبعينيات، ويحملون راية ازدراء الإنسانية، وتحويل السهل إلى صعب مريع والمنطقى إلى هلاوس ووساوس، وبين فريق آخر يحاول جاهدًا أن يظل على إيمانه بأن الدين لا يمكن أن يكون قائمًا على جرح كرامة أو تحويل الإنسان إلى بهيمة أو تجميل القبيح أو تقبيح الجميل- ما وصلنا إليه هو نتيجة عقود من السكوت على تمدد اجتهاد «بشرى» مريض. هذا الاجتهاد أطلق العنان لمنظومة جنسية بحتة قائمة على أن الذكر ليس إلا شهوة خارج السيطرة وغير قابلة للتهذيب، وعلى الجميع أن يتعامل مع هذه الشهوة الهائجة من منطلق أن صاحبها لا حول له ولا قوة، ومن ثم ينبغى توفير كل ما من شأنه أن يساعد على تفريغ الشهوة، سواء كان تفسيرًا دينيًا أو مباركة مجتمعية أو قانونًا ملتويًا أو غيرها. بالطبع على الزوجة أن ترضى الله ورسوله (ص) والمؤمنين وزوجها بالطبع، ولا تكتفى بالسكوت أمام زواجه بأخرى، بل تبارك ذلك وتسعد به. «ولو المسألة شوية كرامة مجروحة أو غيرة مش مشكلة»، فالمرأة ناقصة عقل ودين وشعور وكرامة وكيان، وعليها أن تبنى حياتها على هذا الأساس، ولا ترضى به فقط، بل تسعى إليه وتروج له وتتهم من يحاول أن يخبرها أنها إنسان وليست حيوانًا برأس إنسان بأنه يحاول أن يهدم الدين. الضرر الحقيقى الواقع على الدين هو أنه يتم الآن ترسيخ وتأكيد فكرة أن هناك من يسعى لتشويه هذا الدين العظيم، والترويج له باعتباره مخصصًا للرجال، مبررًا للشهوات الجنسية المرضية باعتبارها طبيعة لا يمكن تهذيبها، معتبرًا المرأة بالوعة أكثر من كونها إنسانًا. وقائمة جهود و«اجتهاد» مناهضة الطبيعة وإلحاق الضرر بالدين طويلة: الموسيقى التي تهذب الروح حرام، الكلاب التي تحمى صاحبها وتخلص له دون انتظار مقابل حرام، معايدة المسيحى الذي قد يكون نعم الأخ والطبيب المنقذ والمعلم المربى والجار المنجد حرام، زرع الأعضاء الذي يكتب حياة جديدة لمريض حرام، ناهيك عن أن دخول الحمام وركوب الطائرة والعمل في البنوك والتعامل مع الفرنجة وطاعة الحاكم أو الخروج عليه، وغيرها من تفاصيل الحياة، تحتاج رأى «الشيخ» وموافقته. الضرر الذي لحق بالدين سببه 50 عامًا من محاولة التأسيس لدين جديد لا يمت للإسلام بصلة، يعمل عكس الطبيعة والإنسانية والمنطق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضرر الحقيقى الضرر الحقيقى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon