توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضرر الحقيقى

  مصر اليوم -

الضرر الحقيقى

بقلم - أمينة خيري

الضرر الحقيقى الحالى الواقع على الدين يكمن في الإصرار على تمرير الفيل من عنق الزجاجة. نقول إن الدين يهذب الطبيعة البشرية ولا يقمعها، لا يتحيز لجنس دون آخر، يقولون هذا ليس قمعًا بل هو صميم الدين، وهذا ليس تحيزًا بل هو الدين الحق. نقول إن الدين لا يحارب الجمال والرقى بل يسعى إليهما، يقولون هذا ليس جمالًا بل قبحًا وهذا ليس رقيًا بل تدنيًا.

ما وصلنا إليه الآن من صراع مزرٍ بين فريق يتزعمه البعض من رجال الدين، وتسير الملايين في ركبهم منذ السبعينيات، ويحملون راية ازدراء الإنسانية، وتحويل السهل إلى صعب مريع والمنطقى إلى هلاوس ووساوس، وبين فريق آخر يحاول جاهدًا أن يظل على إيمانه بأن الدين لا يمكن أن يكون قائمًا على جرح كرامة أو تحويل الإنسان إلى بهيمة أو تجميل القبيح أو تقبيح الجميل- ما وصلنا إليه هو نتيجة عقود من السكوت على تمدد اجتهاد «بشرى» مريض. هذا الاجتهاد أطلق العنان لمنظومة جنسية بحتة قائمة على أن الذكر ليس إلا شهوة خارج السيطرة وغير قابلة للتهذيب، وعلى الجميع أن يتعامل مع هذه الشهوة الهائجة من منطلق أن صاحبها لا حول له ولا قوة، ومن ثم ينبغى توفير كل ما من شأنه أن يساعد على تفريغ الشهوة، سواء كان تفسيرًا دينيًا أو مباركة مجتمعية أو قانونًا ملتويًا أو غيرها. بالطبع على الزوجة أن ترضى الله ورسوله (ص) والمؤمنين وزوجها بالطبع، ولا تكتفى بالسكوت أمام زواجه بأخرى، بل تبارك ذلك وتسعد به. «ولو المسألة شوية كرامة مجروحة أو غيرة مش مشكلة»، فالمرأة ناقصة عقل ودين وشعور وكرامة وكيان، وعليها أن تبنى حياتها على هذا الأساس، ولا ترضى به فقط، بل تسعى إليه وتروج له وتتهم من يحاول أن يخبرها أنها إنسان وليست حيوانًا برأس إنسان بأنه يحاول أن يهدم الدين. الضرر الحقيقى الواقع على الدين هو أنه يتم الآن ترسيخ وتأكيد فكرة أن هناك من يسعى لتشويه هذا الدين العظيم، والترويج له باعتباره مخصصًا للرجال، مبررًا للشهوات الجنسية المرضية باعتبارها طبيعة لا يمكن تهذيبها، معتبرًا المرأة بالوعة أكثر من كونها إنسانًا. وقائمة جهود و«اجتهاد» مناهضة الطبيعة وإلحاق الضرر بالدين طويلة: الموسيقى التي تهذب الروح حرام، الكلاب التي تحمى صاحبها وتخلص له دون انتظار مقابل حرام، معايدة المسيحى الذي قد يكون نعم الأخ والطبيب المنقذ والمعلم المربى والجار المنجد حرام، زرع الأعضاء الذي يكتب حياة جديدة لمريض حرام، ناهيك عن أن دخول الحمام وركوب الطائرة والعمل في البنوك والتعامل مع الفرنجة وطاعة الحاكم أو الخروج عليه، وغيرها من تفاصيل الحياة، تحتاج رأى «الشيخ» وموافقته. الضرر الذي لحق بالدين سببه 50 عامًا من محاولة التأسيس لدين جديد لا يمت للإسلام بصلة، يعمل عكس الطبيعة والإنسانية والمنطق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضرر الحقيقى الضرر الحقيقى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon