توقيت القاهرة المحلي 14:13:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زرع الكراهية وجني البغضاء

  مصر اليوم -

زرع الكراهية وجني البغضاء

بقلم - أمينة خيري

أمس الأول، كان «اليوم الدولى لمكافحة خطاب الكراهية». كان يوم الاحتفاء- أو فلنقل تذكر- هذه المناسبة القريبة من كل منا. وليس كل قريب محبب إلى النفس أو مفضل لديها، فكم من قريب قِلَته أفضل وخصامه نعمة. نعمة قبول البشر لبعضهم البعض دون تهيؤات مريضة بأن فلانا أفضل من علان بحكم الانتماء لعرق أو معتقد أو طبقة اجتماعية أو مكان أو منصب لا يقدر قيمتها إلا من يتابع ويراقب كم الحقد والضغينة والكراهية الذى ينجم عنها. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال فى مناسبة هذا اليوم إن خطاب الكراهية يستهدف الكثير من الفئات، وكثيرا ما يكون ذلك على أساس الانتماء العرقى أو الإثنى أو الدينى أو العقدى أو السياسى.

وأشار إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تصاعدا فى خطاب الكراهية المعادى للسامية وللمسلمين على الإنترنت وفى التعليقات العامة لقادة ذوى تأثير. وأضاف أن خطاب الكراهية يتزايد أيضا ضد النساء واللاجئين والمهاجرين والأقليات بشكل عام، منبها إلى أن هذا الخطاب البغيض يكتسب قوة وتأثيرا بفعل المنصات الرقمية التى جعلت منه خطابا عابرا للحدود مؤثرا فى الملايين. تخيل معى عزيزى القارئ حين يقف رجل دين أمام الميكروفون وهو يصرخ داعيا على الملايين التى تعتنق دينا غير دينه، ولا مانع أبدا من نعتهم بأقبح النعوت ووصفهم بأبشع الألفاظ، أو حين يُنصّب شخص نفسه عالما أو مصلِحا أو خبير تنمية بشرية واتخذ من صفحته على «فيسبوك» أو قناته على «يوتيوب» وسيلة لبث السموم العرقية أو البغضاء الدينية أو الضغينة الاجتماعية أو كل ما سبق عبر نشر فكرة تدغدغ أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب الواهنة والعقول متواضعة القدرات قوامها «أنت أفضل أو أرقى أو أسمى من غيرك لمجرد أن لونك أو دينك أو جنسك أو جنسيتك كذا»، وقائمة زرع الفوقية وتجذير النرجسية من قبل «مؤثرين» و«مؤثرات» عنكبوتيين وعنكبوتيات طويلة. وكأن زرع النرجسية والفوقية وكراهية الآخرين وجها لوجه لم يكن كافيا، فإذا بـ«السوشيال ميديا» تمد كل من فى نفسه مرض بأدوات تمكنه من نشر أمراضه بشكل أسرع وأسهل.

ومن يتخيل أننا، كأفراد، بعيدون عن خطاب الكراهية، فهو مخطئ. أليس بيننا من ينشر قواعد كراهية الإناث ولكن تحت عنوان تكريمهن وتبجيلهن؟ وأليس بيننا من ينثر بذور الفتنة عبر التلويح بفوقية الرجال على النساء مثلا، أو الأغنياء على الفقراء، بل وأيضا الفقراء على الأغنياء، والقول بإن الفقراء سيدخلون الجنة قبل الأغنياء مثلا، أو الأطباء على المحاسبين، أو العلمى على الأدبى، أو سكان المعادى على عين الصيرة، أو الملتحين على غير الملتحين، أو المنتقبات على المحجبات، أو المسلمين على المسيحيين، أو المسيحيين على المسلمين، أو وجه بحرى على وجه قبلى وقائمة زرع سموم الفوقية والكراهية والنرجسية طويلة؟!.. لذا لزم التنويه فى مناسبة «اليوم الدولى لمكافحة خطاب الكراهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زرع الكراهية وجني البغضاء زرع الكراهية وجني البغضاء



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon