توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الثانوية إلى سوق العمل

  مصر اليوم -

من الثانوية إلى سوق العمل

بقلم - أمينة خيري

أما وقد انتهى مولد «الثانوية العامة» السنوى، فقد حان وقت المراجعة. كانت نيتى أن أطالب بالتوقف أو الترشيد فى «فقرة» صور وفيديوهات الطلاب والأهالى على أبواب اللجان، حيث الإغماءات وسيارات الإسعاف والدعاء على واضعى امتحان مادة ما، أو الأفراح والليالى الملاح مع السجود شكرا لسهولة أسئلة أو مباشرة امتحان غيره دون اضطرار للتفكير لا سمح الله، أو لأن امتحان مادة أخرى جاء مطابقا لمراجعات مستر هيثم فى السنتر ليلة الامتحان.

هذه الصور والفيديوهات التى يتم بناء قصص وحكايات عليها تجعل كذلك من الأهل الواقفين على أبواب اللجان، فى مشهد عبثى، لاعبا رئيسيا فى المشهد الدرامى الذى تغلب عليه التراجيديا المحببة إلى نفوس صانعى الترند. هذه التراجيديا باتت جزءا لا يتجزأ من تراث نمسك فيه بأيادينا وأسناننا. وهى أشبه بالمسلسلات الغارقة فى قصص المآسى والكوارث والمتخمة بأحداث الهجر والخصام والبكاء والصراخ والعويل، رغم أن الدنيا فيها ما يكفى من عناصر وعوامل الشد العصبى والإنهاك العقلى.

وهذه المسلسلات يغرق فيها البعض اختياريا، وهو ما لم أفهمه يوما، إذ كيف لعاقل أن يختار أو يعكنن على نفسه ويغرق فى بحور المآسى كل ليلة؟! عموما، هذه المآسى الدرامية لا تختلف كثيرا عن دراما الثانوية العامة الغارقة فى التراجيديا والتى نصر على إحيائها والإبقاء عليها سنويا. شهادة الثانوية العامة مهمة، وهذا لا ريب فيه. وهى مرحلة انتقالية محورية فى كل بيت مصرى، وهذا لا شك فيه. لكن أن تتحول إلى بيزنس يمجد من مشاهد الإغماء والعويل، أو مهرجان لتخليق مشاهد الفرحة والسعادة، أو فرصة لمزيد من الترويج والتسويق لمنظومة «السناتر».

إصلاح نظام الثانوية العامة، وسلبه صفة التقديس وتنقيته من طبقات «الجنان الرسمى» التى تراكمت عليه وجعلت من الامتحانات غاية وليست وسيلة للمرحلة التالية مهمة الجميع فى هذا المجتمع. وليس من المنطقى أن يتم الإبقاء على هذا «الجنان الرسمى» لأسباب أكثر «جنانا» تتراوح بين الإبقاء على سخونة الموسم إعلاميا (سواء الإعلام التقليدى أو الجديد من تويتر وفيسبوك وغيرهما)، أو لمزيد من الإبقاء على كيان الدروس الخصوصية والسناتر غير القانونية. فالسنتر لا يربى، بل إنه لا يعلم، هو فقط يلقن و«يزغط» دماغ الطالب بلقيمات المعلومات التى يسكبها على ورقة الامتحان. وحتى نعى حجم الوهم، ما علينا سوى النظر إلى سوق العمل الذى ينتظر أبطال المشهد ومتطلباته وشروطه فى العقد الثالث من الألفية الثالثة، ومدى مناسبة مكونات المولد معه. مقاومة النظر فى المرآة لا تعنى أن وجوهنا ليست فى حاجة إلى عَمرة بفتح العين. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الثانوية إلى سوق العمل من الثانوية إلى سوق العمل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon