توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وروسيا والكوكب

  مصر اليوم -

رمضان وروسيا والكوكب

بقلم - أمينة خيري

نحن مقبلون على أيام مفترجة. أيام قليلة ويحل شهر رمضان المعظم أعاده الله على البشرية جمعاء بقدر أوفر من من السلام والأمان والمودة والقبول وسعة الصدر والوفاق، والنأى بالنفس عن شرور الشعور بالفوقية، ومزيد من التواضع والتسامح والمعرفة اليقينية بأن المحاسب هو الله، والحاكم على الناس هو الله، والمصنف لهم هو الله، وذلك بحسب أعمالهم ومدى الفائدة التى تركوها فى الدنيا لرفعة البشرية وتعليمها وعلاجها وليس بمقدار الحنجورية. وبينما نحن مقبلون على هذه الأيام المفترجة نجد العالم من حولنا- ونحن معه إلى حد كبير- غارقا فى حيص بيص بفعل حرب تبدو أنها بين بلدين، ولكنها فى واقع الأمر بين القائمين على أمر الكرة الأرضية وبعضهم البعض.
وبما إن رمضان بأجوائه الروحانية يدفعنا إلى قدر أوفر من التفكر والتدبر والتأمل، وهى رياضات روحانية راقية سامية من شأنها أن تساهم فى سمو الإنسان ورفعته، ربما حرى بنا أن نتفكر فى أحوالنا وما من شأنه أن يرتقى بنا وما هو قادر على أن يخسف بنا سابع أرض. ربما تكون أحوال الكوكب فرصة لنا لنفكر فى مكانتنا وموقعنا، وما نطمح أن نصل إليه من أجل أنفسنا ومن يأتون بعدنا، وهى المكانة التى لا يحققها الدعاء وحده أو الصلاة وحدها. بل تتحقق بمحاسبة صادقة لأنفسنا، تعقبها خطوات فعلية للمضى قدماً نحو تحقيق أهدافنا، ثم يتكلل ذلك بالدعاء والصلاة ليبارك الله سبحانه وتعالى خطواتنا ويساعدنا على تذليل الصعوبات أمامنا.

وكم أتمنى أن ينأى علماؤنا الأفاضل من رجال الدين بأنفسهم وبالدين عن تفسير مجريات حرب روسيا فى أوكرانيا، وموقف أمريكا والـ«ناتو» ودول غرب أوروبا، فى مقابل ردود فعل دول الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

كما أدعو الله سبحانه وتعالى ألا يتم خلط الدولار بالجنيه بالفتاوى بجشع التجار بغلاء الأسعار. فلندع ما للاقتصاد لأهله، وما للتموين لوزارته، وما لقيصر لقيصر وما لله لله.

وليكن شهر رمضان هذا العام هو شهر الفصل بين الإصرار على إقحام الدين فى سبل مواجهة الفقر بالدعاء والصبر وبين دور المواطن والحكومة والجمعيات الأهلية فى درء العوز، عبر إعمال العقل وتطوير التعليم وتطبيق القوانين ودعم الصناعة وتشجيع رجال الأعمال وروادها والمشروعات «الإنتاجية» بأنواعها. وليكن رمضان هذا العام شهر سعة الصدر ورجاحة العقل وانفتاح الروح على آخرين يقطنون معنا فى هذا العالم، ومناسبة لتعديل مسار خطابنا الدينى ليصبح أكثر قبولاً للآخرين بمن فيهم المسلمون الذين قرروا أن يكون تدينهم بأشكال مختلفة غير تلك المعلنة فى «دليل المتدين» الواحد الأوحد، لا سيما أن الله وحده لا شريك له هو الحاكم فى نهاية الأمر. ربما يكون رمضان هذا العام فاتحة خير لنخلع رداء النفاق الفكرى والازدواجية الأخلاقية التى أعيتنا منذ سبعينيات القرن الماضى، فلو كان فيها الخير لما رماها الطير. رمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وروسيا والكوكب رمضان وروسيا والكوكب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon