توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان وروسيا والكوكب

  مصر اليوم -

رمضان وروسيا والكوكب

بقلم - أمينة خيري

نحن مقبلون على أيام مفترجة. أيام قليلة ويحل شهر رمضان المعظم أعاده الله على البشرية جمعاء بقدر أوفر من من السلام والأمان والمودة والقبول وسعة الصدر والوفاق، والنأى بالنفس عن شرور الشعور بالفوقية، ومزيد من التواضع والتسامح والمعرفة اليقينية بأن المحاسب هو الله، والحاكم على الناس هو الله، والمصنف لهم هو الله، وذلك بحسب أعمالهم ومدى الفائدة التى تركوها فى الدنيا لرفعة البشرية وتعليمها وعلاجها وليس بمقدار الحنجورية. وبينما نحن مقبلون على هذه الأيام المفترجة نجد العالم من حولنا- ونحن معه إلى حد كبير- غارقا فى حيص بيص بفعل حرب تبدو أنها بين بلدين، ولكنها فى واقع الأمر بين القائمين على أمر الكرة الأرضية وبعضهم البعض.
وبما إن رمضان بأجوائه الروحانية يدفعنا إلى قدر أوفر من التفكر والتدبر والتأمل، وهى رياضات روحانية راقية سامية من شأنها أن تساهم فى سمو الإنسان ورفعته، ربما حرى بنا أن نتفكر فى أحوالنا وما من شأنه أن يرتقى بنا وما هو قادر على أن يخسف بنا سابع أرض. ربما تكون أحوال الكوكب فرصة لنا لنفكر فى مكانتنا وموقعنا، وما نطمح أن نصل إليه من أجل أنفسنا ومن يأتون بعدنا، وهى المكانة التى لا يحققها الدعاء وحده أو الصلاة وحدها. بل تتحقق بمحاسبة صادقة لأنفسنا، تعقبها خطوات فعلية للمضى قدماً نحو تحقيق أهدافنا، ثم يتكلل ذلك بالدعاء والصلاة ليبارك الله سبحانه وتعالى خطواتنا ويساعدنا على تذليل الصعوبات أمامنا.

وكم أتمنى أن ينأى علماؤنا الأفاضل من رجال الدين بأنفسهم وبالدين عن تفسير مجريات حرب روسيا فى أوكرانيا، وموقف أمريكا والـ«ناتو» ودول غرب أوروبا، فى مقابل ردود فعل دول الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

كما أدعو الله سبحانه وتعالى ألا يتم خلط الدولار بالجنيه بالفتاوى بجشع التجار بغلاء الأسعار. فلندع ما للاقتصاد لأهله، وما للتموين لوزارته، وما لقيصر لقيصر وما لله لله.

وليكن شهر رمضان هذا العام هو شهر الفصل بين الإصرار على إقحام الدين فى سبل مواجهة الفقر بالدعاء والصبر وبين دور المواطن والحكومة والجمعيات الأهلية فى درء العوز، عبر إعمال العقل وتطوير التعليم وتطبيق القوانين ودعم الصناعة وتشجيع رجال الأعمال وروادها والمشروعات «الإنتاجية» بأنواعها. وليكن رمضان هذا العام شهر سعة الصدر ورجاحة العقل وانفتاح الروح على آخرين يقطنون معنا فى هذا العالم، ومناسبة لتعديل مسار خطابنا الدينى ليصبح أكثر قبولاً للآخرين بمن فيهم المسلمون الذين قرروا أن يكون تدينهم بأشكال مختلفة غير تلك المعلنة فى «دليل المتدين» الواحد الأوحد، لا سيما أن الله وحده لا شريك له هو الحاكم فى نهاية الأمر. ربما يكون رمضان هذا العام فاتحة خير لنخلع رداء النفاق الفكرى والازدواجية الأخلاقية التى أعيتنا منذ سبعينيات القرن الماضى، فلو كان فيها الخير لما رماها الطير. رمضان كريم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وروسيا والكوكب رمضان وروسيا والكوكب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon