توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تأخرنا كثيرًا؟

  مصر اليوم -

هل تأخرنا كثيرًا

بقلم - أمينة خيري

الجميع يتحدث هذه الأيام عن الذكاء الاصطناعى، وأخطار الذكاء الاصطناعى، وما يمكن توقعه من آثارٍ يصل بعضها إلى «المدمرة» لتمدد هذا الذكاء وتوسعه وتوغله وهيمنته على حياة البشر.

والحقيقة أن جزءًا من هذا الحديث «المرعب» يكتنفه غموض، وتحوم حوله شكوك، أو فلنقل أسئلة تنتظر من يجيب عنها، شرط أن تكون الإجابات مقنعة وغير مسيسة.. فالملاحظ أن جانبًا كبيرًا- بل يمكن القول الجانب الأكبر- من التحذيرات وصل بعضها إلى درجة التحذير من أن يصل الذكاء الاصطناعى إلى درجة من «الذكاء» تجعله يقرر أن يسيطر على البشر وربما القضاء عليهم.

وبعيدًا عن أن الذكاء الاصطناعى قرر بالفعل أن يسيطر على البشر، حيث لا تخلو يد من هاتف محمول، ولا تحيد عين عن شاشته، ولا يخلو دماغ بشرى من محتوى عنكبوتى المنشأ.

وبعيدًا عن أن هذه السيطرة «غير المباشرة» ألقت بظلالها فعليًا على البشر، فأعادت تشكيل علاقات إنسانية، وقضت على أخرى، وقلبت قوائم أولويات البشر رأسًا على عقب، فإن التحذيرات التى تتواتر على مسامعنا حاليًا تتحدث عن قدرة الذكاء الاصطناعى على توليد طاقة الكمبيوتر الخاصة به وإنجاز التركيبات بنفسه عبر الأسلحة الحالية.

ومنها ما يتعلق بقدرة الذكاء الاصطناعى ليس فقط على القيام بأغلب ما يقوم به البشر من أنشطة وأعمال، بل ربما التفوق على قدرات البشر فى القيام بهذه الأعمال لدرجة تضعه فى مكانة أعلى من البشر.

وهو ما جعل البعض يطرح سؤالًا منطقيًا: ما الذى يضمن أن يبقى كيان أكثر ذكاء منك تحت إمرتك؟.. الأدهى من ذلك أن العديد من التحذيرات تأتى من «الآباء المؤسسين» للذكاء الاصطناعى نفسه والقائمين على تطويره المذهل.

عالِم الذكاء الاصطناعى البريطانى ستيورات راسل وأحد القائمين على تطوير الذكاء الاصطناعى يتحدث هذه الأيام عن «البحوث غير المنضبطة» فى هذا المجال والتى أدت إلى إحراز تقدم لم يتوقعه القائمون على التطوير أنفسهم، وهو يلمح إلى خطأ حدث فى البداية؛ ألا وهو التفكير فى سبب تطوير الذكاء الاصطناعى قبل البدء فى تطويره، وهل البشرية كانت فى حاجة إلى ذلك الكم من التطوير، وهل فكرت فى استخدامات الذكاء الاصطناعى من الأصل؟!.

وراسل ليس وحده الذى يطل علينا اليوم محذرًا مما سيفعله بنا الذكاء الاصطناعى قادمًا من داخل «الكار» نفسه، وهذا فى حد ذاته مثير للريبة. هل بالفعل طور الإنسان الذكاء الاصطناعى تطورًا غير مدروس حتى أصبح المنتج المطور خارج السيطرة.

أم أن هناك كلاما وراء الكلام؟.. إحدى كبرى مشكلات الذكاء الاصطناعى الآن فى رأيى هى أن العالم استيقظ فجأة ليجد منظومة مذهلة قائمة بذاتها، لا هى دولة أو قوة عظمى أو حضارة أو ثقافة تهيمن على عقول ومصائر ثمانية مليارات شخص فى الكوكب، وما من جهة محددة تمثلها أو قواعد تنظمها، فهل تأخرت البشرية كثيرًا فى الاستيقاظ؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تأخرنا كثيرًا هل تأخرنا كثيرًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon