توقيت القاهرة المحلي 02:42:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفسيتنا؟ وماذا عنهم؟

  مصر اليوم -

نفسيتنا وماذا عنهم

بقلم - أمينة خيري

يجد كثيرون صعوبة بالغة هذه الآونة فى التركيز فى عملهم أو دراستهم أو حتى لحظات الترفيه. الذهن مشتت دائمًا. حتى لو لم تكن الشاشات مفتوحة والأخبار تتوالى بالصوت والصورة، وحتى لو تمكن الشخص من إلزام نفسه بالاكتفاء بساعة أو ساعتين من مشاهدة مجريات حرب القطاع، فإنها كفيلة بمنعه من التركيز على ما يقوم به، ولو كان ترفيهيًا.

مشهد واحد لطفل يتألم أو يبكى أو يجلس وسط حطام غير مدرك أو غير مصدق لما يجرى حوله كفيل بأن يشتت الانتباه بعيدًا عن أى عمل أو دراسة، فما بالك بملايين الأطفال على مدار الساعة، لا متألمة أو باكية أو تجلس وسط الركام فقط، بل يجرى قتلها على مدار الساعة؟!. نتابع هذه المشاهد المريعة، والجميع- حتى إن لم يجاهر بذلك- يحاول تخيل حياة أهل غزة.

كيف يمضون ساعات الاستيقاظ، وكيف ينامون ليلًا فى ظلام دامس وأصوات القصف تحيطهم من كل جانب؟ وكيف يخلد أحدهم للنوم وهو يعلم أنه ليس فقط قد يستيقظ ملتاعًا على صوت قصف فى البيت المجاور أو خارج المأوى الذى لجأ إليه، بل قد لا يستيقظ من الأصل. وربما يستيقظ وسط ركام وظلام دامس وهو لا يعلم ماذا حل بأبنائه أو بأمه أو بأبيه؟!.

المؤكد أن جميعنا يضع نفسه فى مكان هؤلاء المدنيين الذين يسددون فواتير باهظة جدًا تفوق طاقة البشر. والمؤكد أيضًا أن كثيرين منا يشعر بالذنب لمجرد أنه يأكل أو يشرب أو يفتح الصنبور فينزل ماء صالح للشرب، أو لأنه يملك من الرفاهية التى تسمح له أن يتصل بأحدهم فى الهاتف، أو يحتضن أبناءه ليلًا قبل أن يخلدوا إلى النوم. تبدو الكلمات مبالغة فى التهويل، لكنها فى الحقيقة إفراطٌ فى التهوين.

هذا ما يجرى لنا، وهذا ما سيترك فى الكثيرين منا ندوبًا نفسية وجروحًا يصعب أن نتخطاها. فماذا عن هؤلاء المدنيين من أهل غزة الذى يكابدون كل ذلك على مدار ساعات اليوم الـ24؟ وماذا عن هذه الأجيال الصغيرة التى تعرضت لكم من الخراب النفسى والدمار العقلى يفوق ما يمكن أن يتصوره أحد؟.. أستخدم الفعل الماضى «تعرضت» على اعتبار ما سوف يكون، وأن آلة القتل والدكّ المجنونة الدائرة رحاها ستتوقف، أو على الأقل تخفت قليلًا.

ما الذى سيحدث حين يتمكن هؤلاء الصغار من التقاط الأنفاس؟. أعلم أن كلامًا شبيهًا قيل أثناء الحرب السورية، وأثناء حروب العراق، وأثناء الصراع فى اليمن وكذلك ليبيا، وبكل تأكيد السودان الآن.. ولكن ما يعيشه مدنيو غزة، لا سيما الصغار، أمر يفوق الخيال. الغريب أننا نبحث عن طرق ونصائح تخفف عنا آثار ما يحدث نتيجة المشاهدة.

ننصح بعضنا بترشيد ساعات المتابعة، والخروج إلى الهواء الطلق، وممارسة رياضة المشى أو الركض، أملًا فى مداواة نفسية مما نتعرض له بالعين والقلب. فماذا عمن يعيش فيما تؤلمنا مشاهدته؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفسيتنا وماذا عنهم نفسيتنا وماذا عنهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon