توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منقووووول

  مصر اليوم -

منقووووول

بقلم - أمينة خيري

أتمنى معرفة الجهة أو الفرد التى أو الذى يقف وراء لعنة «منقوووووول». هى لعنة بكل المقاييس. وكأننا كنا فى حاجة إلى المزيد من القيل والقال، والموروث وهذا ما وجدنا عليه آباءنا، وإياك أن تجادل، فهذا ولا شىء إلا هذا هو الصحيح والقويم والواجب اتباعه وإلا سنضع السيخ المحمى فى صرصور ودنك، فإذ بلعنة المنقووووول تهب علينا من كل فج عميق.

المتابع لمنصات «السوشيال ميديا» لدينا- أعنى استخدامنا لها وليس ابتكارنا أو إبداعنا للتقنية أو التطبيق- فهذه مهام تُلقى على الشعوب والأمم التى نفضت عن نفسها المنقووووول قبل مئات السنوات.

بوست يتم تداوله آلاف وربما ملايين المرات، وأقل ما يمكن وصف محتواه به هو أنه هراء لا ريب فيه. وآخر يتم تداوله بنفس عدد المرات، ولكنه يدعى أنه ترجمة لمقال من صحيفة أجنبية أو بحث من دورية علمية (أجنبية طبعًا)، وتقوم القلة المنحرفة - التى تربت على التفكير النقدى وعدم ترديد «آمين» على كل ما يقال إن الأولين قالوه - بالبحث والتقصى.

فتجد أن المقال له أصل، لكن الترجمة تم تلغيمها بنعوت وعبارات لم ترد فيها من قريب أو بعيد، ناهيك عن تحميلها أبعادًا دينية أو ثقافية أو سياسية لم تطرأ على بال كاتبها أو تطرق بابه من الأصل. حتى البحوث والدراسات العلمية.

ألقت عليها ظلال المنقووووول الوخيمة بلعنة التحريف وأحيانًا التدليس وربما الكذب والنصب والاحتيال، حيث لا أصل أو فصل للدراسة المشار إليها. حتى تكرار الواو فيه نزق وعجرفة وحمق.

ويبدو أن أحدهم يصحو من نومه ذات صباح فيكتب أن دورية كذا ذائعة الصيت أثبتت أن شرب مياه المجارى بعد قراءة أبيات شعرية أو تعويذات نثرية عليها تشفى المريض وتداوى المجروح وتزوج العازبة وترد المطلقة وتجلب الحبيب.

فتتشاركها الملايين وكأنها نص مقدس لا ريب فيه. الأدهى من ذلك أن المتشاركين والناقلين لها يدافعون عنها وعما ورد فيها من هراء إن جرؤ أحدهم وهدم معبد الترجمة المدلسة أو الدراسة الوهمية.

بات كثيرون من الواقعين تحت طائلة سحر المنقوووول الأسود يقدسونه ولم يتبق سوى أن يدشنوا له مقامًا ويزورونه طالبين منه الشفاعة والقبول. كل شعوب الأرض التى تتعاطى مع منصات التواصل الاجتماعى تقع فى فخ المنقول، ولكن فخًا عن فخ يفرق كثيرًا.

والوعى الشعبى ونوعية التعليم إن كانت قائمة على التفكير النقدى أو النقل الأصم وسعة الأفق تصنع الفرق. كم من متعلمين أثقلت كواهلهم الشهادات العلمية، لكن ثقافة التفكير الحر والنقد المستقل القائمين على إدراك وبحث ومقارنة لا تطأ أدمغتهم. المنقووووول، الذى غزا شاشاتنا ومنها إلى عقولنا وقبلها قلوبنا رسخ.

وربما كشف عوار، تقديس الأصنام. صنعنا أصنامًا بشرية ومستعدون للجهاد من أجل عدم المساس بها، رغم أن هذه الأصنام أعادتنا عقودًا إلى الوراء. وجاء المنقوووول ليُبقينا هنااااك لحين إشعار آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منقووووول منقووووول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon