توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملكية صكوك الوطنية

  مصر اليوم -

ملكية صكوك الوطنية

بقلم - أمينة خيري

قبل أيام، كتبت هنا تحت عنوان «أنا أكثر وطنية منك» سطورًا عن الشد والجذب الحديثين حول معنى الوطنية، ومحاولة البعض - ربما عن قناعة- اعتبار البعض الآخر أقل وطنية منه لمجرد أنه يعبر عن حب الوطن بطرق مختلفة، أو لأنه لا يعبر عن وطنيته بالقدر الكافى بالنسبة للأستاذ الموكلة إليه مهام تقييم الوطنية!.

وكتبت أن تعريف الوطنية أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما هذه الأيام، وأنه إذا سألت أى شخص، بغض النظر عن درجة تعليمه ونوعيته أو عمره أو انتماءاته الاجتماعية والاقتصادية، سيخبرك بأن الوطنية هى حب الوطن.

نُشِرت هذه السطور قبل «موقعة» حب الوطن فى ضوء أداء المنتخب الوطنى فى مباراته أمام موزمبيق. قبلها، كانت خناقة الوطنية قد بدت عقب دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لاتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وقبلها، وجدت الوطنية نفسها حلبة صراع فى جولات ملاكمة على خلفية الوضع الاقتصادى.

لسببٍ ما يَعتبر فريق «الوطنية 1» أعضاء فريق «الوطنية 2» قليلى حب الوطن، معدومى مشاعر العشق لترابه؛ لأنهم ينتقدون أوضاعًا فيه، فى حين يعتبر لاعبو فريق «الوطنية 2» أعضاء فريق «الوطنية 1» عبيدًا وخانعين ومسلوبى الإرادة؛ لأنهم يرفضون النقد ويعتبرونه خيانة.. وهلم جرا.

صكوك الوطنية لا يملكها أحد، ولا يتم تخصيصها ضمن أراضى البناء أو حمايتها فى كوردون الأرض الزراعية. كما أنها ليست قلادة نرتديها صباحًا، ونخلعها مساءً، أو معطفًا ثقيلًا نرتديه فى الشتاء ونخزنه فى الصيف.

حتى محاولة فرض الوطنية من بوابة المعتقد، فهى محاولة فى رأيى غريبة قليلًا، لا أنها غريبة جدًا. هل يعقل أن يعبر أحدهم عن وجهة نظر خاصة بأمور الوطن، فأعتبر رأيه قليل الوطنية، فأصدر له فتوى بأن حب الوطن فرض وواجب، وأتوقع أن ينقلب رأيه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فى ضوء الفتوى؟!

فرق كبير بين أن يخشى أحدهم التعبير عن رأيه أو موقفه، وبين أن «يرتدع» ويعود إلى صوابه ويصبح وطنيًا بالمقاييس التى وضعتها الهيئة القومية لضمان جودة الوطنية.

يظل هناك استثناء واحد فى مسألة الوطنية.. ألا وهو «النهج» الذى تتبعه الجماعات والحركات التى تكره فكرة الأوطان بشكل مطلق. فى رأيى، هذا هو الاستثناء الوحيد فى إصدار حكم على وطنية الآخرين، حيث تتعدى المسألة جدليات الانتقاد والنقاش، وترتقى إلى مكانة الخيانة والرغبة فى هدم الأوطان.

وأستعير تعريفًا للوطنية من القارئ العزيز أستاذ حسن بشر: «حين تتعامل مع بلدك على أنه البيت، وتشعر أنك تملك الشارع والأتوبيس والشاطئ، وتتصرف على هذا الأساس؛ أن تخاف على بيتك من أن يلحق به ضرر.. أنت لن تلقى القمامة داخل البيت أو تحطم محتوياته.. الوطنية أن تتذمر وتشكو لو رأيت شخصًا يعتدى على ملكيتك.. الوطنية أن تهتم بأداء عملك على أكمل وجه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكية صكوك الوطنية ملكية صكوك الوطنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon