توقيت القاهرة المحلي 19:10:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين ومسؤولية العيل

  مصر اليوم -

الدين ومسؤولية العيل

بقلم - أمينة خيري

طالما هناك إصرار على الحصول على صك دينى قبل القول بأن الاكتفاء بعدد محدود من الأطفال ضرورة حتمية، فعلينا أن نكمل الإصرار حتى نهاية الخط. استصدار فتاوى تدور حول شرعية تنظيم عدد العيال الذين يتم ضخهم فى السوق ومحاورة المشايخ حول قضية الانفجار السكانى ليخبرونا أنه مسموح لنا أن نتوقف عن ضخ عيل كل تسعة أشهر، يعنى استصدار فتاوى حول تعليم الصغار، وهل هو واجب شرعى على كل أسرة أن تلحق صغارها بمدرسة ثم جامعة للحصول على قدر من العلم والتعليم أم لا، وفتاوى أخرى عن علاج الصغار، وهل هو واجب شرعى على الأهل أن يعالجوا صغارهم علاجا يليق بآدميتهم أم أن العلاج اختيارى؟، وفتاوى ثالثة حول تنشئة الصغار وهل الدين يجبرنا على ألا نسلبهم طفولتهم وآدميتهم بإرسالهم للتسول لأننا غير قادرين على إطعامهم، أم أن واجبنا الشرعى ينتهى عند ضخهم، وفتاوى رابعة حول إرسال الطفل الصغير للعمل فى ورشة أو مصنع أو قيادة توك توك حتى يساعد فى تمويل عملية ضخ بقية العيال، وإن كان القرآن والسنة فيهما ما يحلل أو يحرم عمالة الأطفال، وذلك إلى ما لا نهاية.
طالما قررنا ألا نخطو خطوة دون الحصول على مباركة رجل الدين وتأكيد منه على أن ما نفعله ونقرره ونتنفسه يتواءم وما وصل إليه رجل الدين من تفسير للدين، فسيكون علينا ربط خطواتنا كلها حتى الممات بمباركة هذا الرجل ومن يخلفه من رجال آخرين قد يأتون برؤى مختلفة وتفسيرات مغايرة للدين نفسه. وطالما نصر على اعتبار هذه الملايين من الضحايا التى يصر أهلها على ضخها فى السوق «عزوة»، أو أنها ترجمة لـ«أمر» التكاثر الذى يكتفى البعض بتفسيره فى ضوء العدد فقط، فلن تجدى فتاوى وقتية تخبرنا بأن التنظيم جائز، وأن تنمية الأسرة الحقيقية تمر من بوابة «جودة» الخلفة وليس عددها، لماذا؟ لأن ذاكرة الإنترنت عامرة بما قيل بالأمس القريب، حيث أكثر المشايخ تسامحا أفتى بإمكانية التباعد بين الإنجاب والآخر، حيث التنظيم وليس التحديد، وهذا يعنى أن المرأة فى سن الإنجاب عليها أن تنجب مرة كل عامين، فإن هى تزوجت فى سن العشرين مثلا، فعليها أن تنجب نحو 12 رأسا تقريبا. لماذا لا نعتبر القنبلة السكانية مسألة مدنية بحتة؟ ولماذا نصر على إقحام الدين فى قرار التنظيم من عدمه، ثم إقصاؤه فى كل القرارات المتعلقة بهؤلاء الضحايا وحقوقهم من تعليم وصحة ورياضة وترفيه وغيرها؟. نصيحة خالصة: افصلوا بين رأى رجل الدين وبين قرار الإنجاب. وهذا الفصل ليس حربا ضد الدين أو معاداة للمتدينين أو رفضا لرجال الدين الأجلاء. إنه فصل بغرض إنقاذ المجتمع من سباق الأرانب المميت، وخطوة على طريق اللحاق بالدولة المدنية الآخذة فى تلقى ضربات متواترة تحت الحزام هذه الأيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين ومسؤولية العيل الدين ومسؤولية العيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon