توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين ومسؤولية العيل

  مصر اليوم -

الدين ومسؤولية العيل

بقلم - أمينة خيري

طالما هناك إصرار على الحصول على صك دينى قبل القول بأن الاكتفاء بعدد محدود من الأطفال ضرورة حتمية، فعلينا أن نكمل الإصرار حتى نهاية الخط. استصدار فتاوى تدور حول شرعية تنظيم عدد العيال الذين يتم ضخهم فى السوق ومحاورة المشايخ حول قضية الانفجار السكانى ليخبرونا أنه مسموح لنا أن نتوقف عن ضخ عيل كل تسعة أشهر، يعنى استصدار فتاوى حول تعليم الصغار، وهل هو واجب شرعى على كل أسرة أن تلحق صغارها بمدرسة ثم جامعة للحصول على قدر من العلم والتعليم أم لا، وفتاوى أخرى عن علاج الصغار، وهل هو واجب شرعى على الأهل أن يعالجوا صغارهم علاجا يليق بآدميتهم أم أن العلاج اختيارى؟، وفتاوى ثالثة حول تنشئة الصغار وهل الدين يجبرنا على ألا نسلبهم طفولتهم وآدميتهم بإرسالهم للتسول لأننا غير قادرين على إطعامهم، أم أن واجبنا الشرعى ينتهى عند ضخهم، وفتاوى رابعة حول إرسال الطفل الصغير للعمل فى ورشة أو مصنع أو قيادة توك توك حتى يساعد فى تمويل عملية ضخ بقية العيال، وإن كان القرآن والسنة فيهما ما يحلل أو يحرم عمالة الأطفال، وذلك إلى ما لا نهاية.
طالما قررنا ألا نخطو خطوة دون الحصول على مباركة رجل الدين وتأكيد منه على أن ما نفعله ونقرره ونتنفسه يتواءم وما وصل إليه رجل الدين من تفسير للدين، فسيكون علينا ربط خطواتنا كلها حتى الممات بمباركة هذا الرجل ومن يخلفه من رجال آخرين قد يأتون برؤى مختلفة وتفسيرات مغايرة للدين نفسه. وطالما نصر على اعتبار هذه الملايين من الضحايا التى يصر أهلها على ضخها فى السوق «عزوة»، أو أنها ترجمة لـ«أمر» التكاثر الذى يكتفى البعض بتفسيره فى ضوء العدد فقط، فلن تجدى فتاوى وقتية تخبرنا بأن التنظيم جائز، وأن تنمية الأسرة الحقيقية تمر من بوابة «جودة» الخلفة وليس عددها، لماذا؟ لأن ذاكرة الإنترنت عامرة بما قيل بالأمس القريب، حيث أكثر المشايخ تسامحا أفتى بإمكانية التباعد بين الإنجاب والآخر، حيث التنظيم وليس التحديد، وهذا يعنى أن المرأة فى سن الإنجاب عليها أن تنجب مرة كل عامين، فإن هى تزوجت فى سن العشرين مثلا، فعليها أن تنجب نحو 12 رأسا تقريبا. لماذا لا نعتبر القنبلة السكانية مسألة مدنية بحتة؟ ولماذا نصر على إقحام الدين فى قرار التنظيم من عدمه، ثم إقصاؤه فى كل القرارات المتعلقة بهؤلاء الضحايا وحقوقهم من تعليم وصحة ورياضة وترفيه وغيرها؟. نصيحة خالصة: افصلوا بين رأى رجل الدين وبين قرار الإنجاب. وهذا الفصل ليس حربا ضد الدين أو معاداة للمتدينين أو رفضا لرجال الدين الأجلاء. إنه فصل بغرض إنقاذ المجتمع من سباق الأرانب المميت، وخطوة على طريق اللحاق بالدولة المدنية الآخذة فى تلقى ضربات متواترة تحت الحزام هذه الأيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين ومسؤولية العيل الدين ومسؤولية العيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon