توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزى المدرسى و«نور» النقاب

  مصر اليوم -

الزى المدرسى و«نور» النقاب

بقلم - أمينة خيري

حتى عقود قليلة مضت، كان هناك ما يعرف بـ«الزى المدرسى» الصارم والحاسم فى مصر. وسواء كانت مدارس خاصة أو حكومية، كان الطلاب والطالبات مجبرين على الالتزام بزى يتم تحديده من قبل المدارس أو الإدارات التعليمية أو كلتيهما. تدريجيًا، بات الزى المدرسى فى خبر كان، باستثناء المدارس الخاصة. صحيح أن جزءًا غير قليل منها تحول إلى تجارة، حيث إجبار أولياء الأمور على شراء الزى من أماكن بعينها تبيعه بأسعار مبالغ فيها، أو تغيير الزى من عام لآخر بهدف جنى المزيد من الأرباح، ولا سيما أن المصانع والمحال صاحبة الحق الحصرى فى بيع الزى عادة تكون متصلة بالمدرسة بشكل أو بآخر، إلا أن الزى المدرسى والالتزام به من قبل الجميع دون تفرقة فى صميم العملية التربوية.

العديد من دول العالم المتقدمة والنامية وما بينهما، الديمقراطية والديكتاتورية وما بينهما، الغنية والفقيرة وما بينهما، تتعامل مع الزى المدرسى التعامل نفسه الذى تتعامل به مع المناهج والامتحانات. خبراء التربية يقولون إن الزى المدرسى يلعب دورًا رئيسيًا فى تعزيز فخر من يرتديه بمدرسته وانتمائه لها، بالإضافة لتعزيز الانتماء للكيان الطلابى الكبير. والزى المدرسى من عوامل الصحة النفسية للطلاب، ومن شأنه أن يزيل الضغوط الإضافية، مثل المادية والاجتماعية التى تنتج عن التخلى عن الالتزام بزى محدد للجميع.

ظهرت «موضة» قبل سنوات تقف على طرفى نقيض. النقيض الأول مفاده أن الزى المدرسى تقييد للحريات، ويزرع فى نفوس الطلاب الروح الانهزامية التى تسلم وتستسلم للقرارات الفوقية وتحرمهم من حق الاعتراض والاحتجاج، بل الثورة إن لزم الأمر. أما النقيض الثانى فيقول معتنقوه إن الزى المدرسى تحميلٌ لأولياء الأمور بما لا طاقة لهم به. والحقيقة أن النقيضين لا حجة فيهما أو منطق. التعبير عن الرأى مطلوب، ولكن من السفه اعتبار تقييد رغبة الطالب فى عدم احترام القواعد التى تطبق على الجميع دون تفرقة كبتًا لحريته وسلبًا لحقه فى الاحتجاج. هو شكل من أشكال النزق الفكرى. والقول بأن إلزام الطلاب بزى موحد تحميل مادى إضافى للفقراء يشير إلى فهم «بالمقلوب» للفكرة من الزى، حيث الزى يساوى بين الجميع، ويغلق أبواب المنافسة بين الطلاب والحاجة إلى دولاب عامر بالملابس صباح كل يوم.

أتذكر مظهر الطلاب والطالبات وهم ذاهبون أو عائدون من مدارسهم الحكومية والخاصة قبل ثلاثة أو أربعة عقود، وينتابنى شعور بأن البلد غير البلد، والطلاب غير الطلاب، والحال غير الحال. يهمس فى أذنى أحدهم بأن «حضور الطلاب» لم يعد ضرورة قصوى فى العديد من المدارس، فأعود إلى أرض الواقع وأعى أن الزمن بالفعل غير الزمن، ويكفى أنه قبل أربعة أو ثلاثة عقود لم نسمع عمن تغطى وجهها لزوم الذهاب إلى المدرسة. عمومًا، للنقاب فى المدارس «حزب نور» يحميه ويدعمه ويعمل على نشره وترسيخه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزى المدرسى و«نور» النقاب الزى المدرسى و«نور» النقاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon