توقيت القاهرة المحلي 18:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شطحات الغلاء والاستفزاز

  مصر اليوم -

شطحات الغلاء والاستفزاز

بقلم - أمينة خيري

لا صوت يعلو الآن على قفزة الأسعار المريعة. يضرب الغلاء بكل شدة وقسوة الجميع. لم يترك طبقة اجتماعية إلا ونال منها، ولم يدع سلعة أو خدمة إلا قلصها وقزمها أو ضاعف فى سعرها بين يوم وليلة. والمتابع لمنصات الإعلام العالمية يعرف أن دول العالم جميعها تشهد موجة غلاء «بعض» السلع فى أعقاب الحرب فى أوكرانيا. لكن «ربنا عرفوه بالعقل».
صحيح أن هناك دولًا مثلنا قفزت فيها أسعار السلع قفزة جنونية وتجارها يشطحون فى الناس شطحات عنترية، لكن تظل هناك دول أخرى قادرة على التعامل الآنى مع الغلاء الحادث لا محالة بقدر أوفر من التنظيم والرقابة والمتابعة والمصارحة وإتاحة المعلومات وتوفير التحليل القائم على علم من قبل خبراء وليس المعتمد على البيض والبسطرمة أو المكتفى بمطالبة المواطن بتغيير أنماطه الاستهلاكية، ففى ذلك استفزاز وإغضاب وإسخاط، لو تدرون، عظيم وخطير.

ولو كنت مسؤولًا وغير قادر على كبح جماح جشع التجار وإصرارهم على دق مسامير إضافية فى نعوش المستهلكين، لكبحت جماح إعلاميين ومنظرين وخوابير الاستراتيجيا والاقتصاد والتدبير والسياسة ممن يُخبروننا أن حل الغلاء فى يد المواطن وحده، وهم أدرى الناس أنهم ينطقون تدليسًا وتلفيقًا.

ولا أظن أبدًا أنهم مُجبرون على ما يقولون، لأن ما يقولون والعدم سواء. ليس هذا فقط، بل أقاويلهم تلك تضرب جهود الحكومة فى التعامل مع الوضع الحالى بحسب الإمكانات والقدرات. أتفق تمامًا مع ضرورة تعديل أنماط استهلاكنا وطرق «فشخرتنا» فى الإنفاق، مثل جهاز العروسين مثلًا، لكن هذا ليس وقته. والوقت أيضًا ليس مناسبًا لاستعراض الخطط المستقبلية للاكتفاء الذاتى من القمح لأنه بحلول هذا الوقت لن يكون هناك من يأكل هذا القمح.

أعلم تمامًا أنه لا يوجد شىء اسمه «فرض تسعيرة رسمية على التجار»، لكن هناك خطوات تبدأ بالمصارحة وتمر بالشرح وتنتهى بحلول ولو مؤقتة. فى بريطانيا مثلًا (والهدف ليس المقارنة بهم ولكن الاطلاع على أسلوب التعاطى)، قال متحدث باسم الحكومة قبل أيام: «ندرك الضغوط التى يواجهها الناس فيما يتعلق بتكاليف المعيشة، كما أننا نتجه صوب ركود شبه مؤكد فى مستويات المعيشة للجميع، ولهذا نعمل على توفير دعم بقيمة كذا فى هذه السنة المالية والمقبلة للمساعدة على تخطى الأزمة الحالية. وهذا يشمل تجميد رسوم الوقود وإطلاق برنامج لدعم فواتير الطاقة مع تقديم برامج دعم خاصة للأسر الأكثر فقرًا».

ماهية الخطوات المتخذة فى بريطانيا تكاد تتطابق مع ما يجرى هنا مع اختلاف القدرات المادية لميزانية الدولة والمستويات المعيشية للناس. لكن الفروق الثلاثة الرئيسية هى: أننا نختلف عن الآخرين فى وفرة «ضعاف النفوس» من التجار، والمعلومات تُشرح دون اجتهاد تجميلى مزرٍ، والخطاب الإعلامى لا يستفز الناس بتحميلهم مسؤولية مواجهة الغلاء فى الوقت الخاطئ تمامًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شطحات الغلاء والاستفزاز شطحات الغلاء والاستفزاز



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon