توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صائم ولا لأ؟

  مصر اليوم -

صائم ولا لأ

بقلم - أمينة خيري

فى رحلات تسوق الخضروات ولوازم البيت فى أثناء النهارات الرمضانية، ألاحظ أحاديث يفترض أنها لطيفة طريفة خفيفة يعتقد مفجروها أنها على سبيل التوعية والوعظ والإرشاد، حيث الكثير منها يتخذ شكل أسئلة استجوابية يوجهها «أصحاب الرسالة» إلى «المتهمين» من زملائهم فى المحال. الأمر تطور من كلاسيكيات «صايم ولا زى كل سنة؟» إلى «صايم ولا عندك العذر الشهرى». نعم نهارا جهارا فى تحدٍ صارخ لقواعد الحياء من جهة، وفى إصرار واضح على اعتبار «الدورة الشهرية» سبة فى جبين الإناث. هنا تتصاعد الضحكات «البريئة» والابتسامات المبتهجة بهذا الحوار الممتع الذى يبدو أنه أصبح سمة عادية. ومع السمات العادية المتفجرة حولنا أسئلة يتم توجيهها بشكل فج مثل «إنت بتصلى ولا لأ؟!»، وذلك فى صيغة تجمع بين لطافة الصداقة والزمالة ووعظ الوعاظ وإرشاد المرشدين، ولا تخلو بالطبع من لوم اللائمين. يرد «المتهم» بالطبع بـ«نعم بصلى»، فتطلب منه جهة الاستجواب أن يحلف بالمصحف. يبتسم ابتسامة باهتة، ثم يقول «أك (ق) سم بالله بصلى». لو الشخص الذى يتم استجوابه قال «أصلى» وهو لا يصلى، فما وضع هيئة المحلفين ومنصة القضاء الشعبى؟ ولو أجاب «لا أصلى» فما مصيره العقابى من تنمر وتأنيب وتهديد نفسى ووعيد عصبى؟ طيب لو كان يصلى، لكنه يسرق وينصب ولا يقوم بعمله بالشكل اللازم، أو لو كان يتعاطى مخدرات أو يتحرش بالنساء أو أكل مال اليتيم، أو استهبل فى إرث النساء وغيرها من الأشياء التى لا تزعج المحاكم الشعبية، فهل صلاته وحدها ترضى المحكمة الشعبية؟، وضمن المواقف اللافتة فى إحدى المحاكمات الشعبية موجة من التبكيت العنيف والتنكيت السخيف تعرض لها أحدهم بعدما اعترف وأقر بأنه ليس صائما. ماذا لو أنه مريض ومضطر للإفطار؟ وماذا لو ريّح نفسه وكذب عليهم وقال إنه صائم وهو ليس صائما، هل يرضى ذلك المزاج الشعبى ويهدئ من روعه ويخفف من حدة استنفار عروقه الإيمانية؟ هذا المزاج الشعبى مرتكن على خطاب دينى عمره ما لا يقل عن خمسة عقود يعتمد Checklist

التدين قائمة على مظاهر التدين وطقوسه فقط لا سلوكياته، وهو الخطاب الذى تقلص رسميا إلى حد ما، لكنه يتوسع ويتوغل على الأرض وعلى أثير الـ«سوشيال ميديا» بشكل غير مسبوق. هذا المزاج هو المتحكم فى الشارع اليوم، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى الحكم على الناس فى الفضاء العام، لا سيما النساء والفتيات بالطبع. وأعود إلى أحاديث وأسئلة رمضانية تبدو للوهلة الأولى دعابة، وللوهلة الثانية، كأنها تشجيع على التدين وتدعيم للدين، لكنها فى حقيقة الأمر ليست إلا نتاجا طبيعيا لعقود من التركيز على ماذا تفعل وترتدى أمام المحاكم الشعبية. أتمنى أن يكون برنامج الدكتور جمعة «نورالدين» بداية تصويب خطاب دينى لا نهايته، مهما واجه من انتقادات وتنمرات من معتنقى تدين السبعينيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صائم ولا لأ صائم ولا لأ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon