توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنف الشارع ظاهرة؟

  مصر اليوم -

عنف الشارع ظاهرة

بقلم - أمينة خيري

منذ عملت بالصحافة قبل ما يزيد على ثلاثة عقود وحتى قبلها وأنا أقرأ أو أسمع أن العنف زاد فى الشارع وأصبح ظاهرة. أعرف جيدًا أن للظاهرة تعريفًا علميًا يختلف عما نتداوله.. مثلًا حين نقول إن السيارات الملاكى السوداء أصبحت ظاهرة، أو أن تناول القهوة المثلجة أصبح ظاهرة، أو أن كسر قواعد المرور أصبح ظاهرة.. هناك إجراءات بحثية معقدة يجب اتباعها قبل تصنيف تصَرُّف ما فى المجتمع مثلًا على أنه ظاهرة اجتماعية، هذا التصرف يخضع لمستويات وأنواع متعددة من القياس.

والأنماط الأربعة المعروفة فى القياس هى: (التصنيف، وتحديد السمات، والصفات، والديناميكيات).. لذلك تعلمت أن أتحاشى إطلاق لفظ «ظاهرة» قدر الإمكان، ولكن سأسمح لنفسى بما أننى «صاحبة العمود»- (إيموجى ضاحك)- أن أقول إن هناك «ظاهرة تنامى عنف»، يبدو أنها حقيقية فى الشارع.. قيلت هذه العبارة على مدار سنوات وعقود، وكثيرًا ما ارتبطت بمواقف تجاه أنظمة سياسية سابقة.

تعارض فلانًا، أو لا تعجبك سياساته أو نهجه، فتربط بين حادث وقع فى الشارع وبين هذه السياسات، وهلم جرا.. لكن ما يجرى فى الشارع المصرى حاليًا «ظاهرة» تستحق الدراسة العلمية المتأنية لا الهبد العنكبوتى الضارى، إن نحن أردنا أن نفهم ما يجرى ونطبق حلولًا منطقية.

وما أقصده بالعنف ليس مجرد حادث بشع أو تفاصيل جرائم وحوادث يندى لها الجبين فزعًا، أو نوعية الخلافات التى تنشأ بين الجيران وتعكس قدرًا غير قليل من انعدام الذوق و«الجليطة» واعتبار التعدى على حق الجار حرية شخصية.. إنه عنف كامن فى النظرات وطريقة الرد والتصرفات وحتى فى تفاصيل الترفيه البسيطة.

أعلم أننى أمثل قلة قليلة فى المجتمع فيما سأقول الآن: أعتبر الصوت العالى عنفًا.. وأعتبر فرض أغنية أو حتى محتوى دينى فى مذياع مركبة نقل عام أو منطقة انتظار عامة (باستثناء الموسيقى الخفيفة بصوت منخفض) عنفًا.

وأعتبر القيادة التى لا تتبع قواعد السير عنفًا.. وأعتبر عدم رد السلام حين تلقيه على موظف عام أو بائع فى محل عنفًا.. وأعتبر إنجاب العيال دون هوادة أو تفكير لإطلاقهم أطفالًا فى سوق العمل عنفًا.. وأعتبر اعتبار فئة دون غيرها الوحيدة التى ستدخل الجنة عنفًا.. وأعتبر تسميم الكلاب وركل القطط واصطياد الطيور ببندقية رش عنفًا.

وأعتبر امتناع أو تعسف الموظف العام عن أداء مهام عمله دون محفزات ضمن سياسة الدرج المفتوح عنفًا.. وأعتبر التصاق أمين الشرطة أو فرد الأمن بمن يسحب أموالًا من الصراف الآلى وابتزازه نفسيًا بعبارة «كل سنة وإنت طيب» عنفًا.. وأعتبر منح رخصة القيادة دون خضوع الشخص لاختبار نفسى يقيس ثباته الانفعالى عنفًا.

وأعتبر إلحاق طلاب بمجالات دراسة تتطلب صحة نفسية وعقلية لا تشوبها شائبة عنفًا. ألا يستحق الشارع المصرى رصدًا وبحثًا معمقًا بغرض العلاج أو حتى الوقاية؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف الشارع ظاهرة عنف الشارع ظاهرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon