توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الولولة على المنطق»

  مصر اليوم -

«الولولة على المنطق»

بقلم - أمينة خيري

مقاومة النظر في المرآة لا تعنى أن وجوهنا ليست في حاجة إلى عَمرة بفتح العين».. بهذه الكلمات أنهيت مقال «من الثانوية إلى سوق العمل»، وبها أبدأ اليوم.

لو نظرنا إلى المرآة سنرى سوق عمل تتطلب مواصفات أغلبها لا يتوفر إلا في نسبة قليلة من خريجى الجامعات والمعاهد. الأرقام تقول إنه في كل عام تضخ الجامعات نحو 472 ألف خريج وخريجة من الجامعات الحكومية فقط. خريجو الكليات النظرية يمثلون أكثر من 76 في المئة، فيما يمثل خريجو التخصصات العملية نحو 24 في المئة، رغم أن حاجة سوق العمل للتخصصات العملية أعلى.

بالطبع، الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي ضربت العالم كله ونسبة التضخم الآخذة في الارتفاع أثرت سلبًا على العديد من القطاعات، وهو ما ينعكس فورًا على نسب التوظيف، إلا أننا سنعتبر هذه الأجواء الضاغطة مؤقتة إلى حد ما.

وكلما أمعنت النظر في صور وفيديوهات الطالبات اللاتى يفقدن الوعى لصعوبة الفيزياء، والأمهات المولولات على مستقبل الأبناء، والطلاب الذين تراودهم أفكار الانتحار، والآباء الذين يحسبون حسبة بسيطة في أدمغتهم حيث إجمالى المصروف على الدروس الخصوصية على مدار سنوات التعليم المدرسى من أجل يوم يكرم فيه الابن أو يهان، حيث إما مجموع يؤهل لكليات القمة الدراسية (والتى هي بالمناسبة لا علاقة لها بالمكانة والفرصة في سوق العمل)، وإما مجموع يترك لمكتب التنسيق حق تقرير المصير، فيصلون إلى نتيجة مفادها أن أموال الأسرة راحت هباء.. أتساءل: رغم هذا الكم المذهل من الشاشات الذكية التي نحملها بين أيدينا أينما ذهبنا، أليس بيننا رجل حكيم أو امرأة رصينة، يكتب «مستقبل العمل» على «جوجل» ما يتيح له النظر في المرآة؟.. هذه الدقة البسيطة ستخبرنا بأن 85 في المائة من المؤسسات والشركات في العالم تتجه بسرعة البرق نحو الاستعانة بتقنيات رقمية بالغة الحداثة من شأنها أن تعصف تمامًا بنحو 300 مليون وظيفة في العالم. على سبيل المثال لا الحصر: قيادة الطائرات، خدمة العملاء عبر الهاتف، المحاسبة، العديد من العمالة البنكية، منظمو السفر، مذيعو النشرات وربما المحاورون، التسويق العقارى، توصيل الطلبات، قيادة السيارات، عمال التجميع، وقائمة طويلة من الأعمال الإدارية يتوقع لها الانقراض أو الاختفاء. صحيح أن هذه التحولات الناجمة عن التقنيات الحديثة تحدث في الدول النامية بوتيرة أبطأ من الدول المتقدمة، لكن التحول لن يستثنى أحدًا من آثاره، بغض النظر عن حجة الكثافة السكانية المرتفعة التي تؤخر الرقمنة لصالح توظيف الملايين التي لا عمل لها؛ لأنها لا تتقن أيًا من متطلبات سوق العمل.

أنظر إلى الطالبة المنهارة لأنها «لم تقفل امتحان المنطق»، وأتصور انهيارها الذي سيكون مستحقًا بعد تخرجها في الجامعة بعدما تكتشف أن الولولة مستحقة ولكن على المنطق. العَمرة (بفتح العين) المجتمعية الفكرية باتت أولوية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الولولة على المنطق» «الولولة على المنطق»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon