توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى لحق الضرر بالدين؟ (2)

  مصر اليوم -

متى لحق الضرر بالدين 2

بقلم - أمينة خيري

لحق الضرر بالدين حين أفهموهم أن الاعتراض على مكبرات الصوت التى يقدر المثبت منها على المسجد الواحد بالعشرات هو اعتراض على الدين ومحاربة للمتدينين.. وأن الشكوى من الصوت القبيح للمؤذن (والذى قد يكون سباكًا أو طبيبًا أو سايس جراج) هو كرهٌ للآذان ونشر للا دين وذيوع للإلحاد.. وأن التعجب من تشغيل القرآن بأعلى صوت فى محطات المترو والباصات والتاكسى والمحال والمصالح الحكومية هو برهان على الفسق ودليل على الزندقة ومؤامرة صهيوليبراعلماشيوعكفرية، الهدف منها القضاء على الدين.. وحين زرعوا فى أدمغة أعداد غير قليلة من العاملين فى قطاع السياحة فى مدن مصر ومزاراتها السياحية أن السياح كفار والسائحات شياطين والسياحة عمل حرام.

ولحق الضرر بالدين حين خرج الدعاة موديل التسعينيات يجولون النوادى الرياضية وصالونات العائلات الثرية ومجتمعات الشباب غير المطحونين يخبرونهم أن الفن حرام والموسيقى حرام والاختلاط فى أماكن العمل والتعليم والفضاء العام حرام، وأنهم (الدعاة) يحبونهم فى الله ويتمنون لهم فى بداية العام «الميلادى» الجديد أن يكونوا إلى الله أقرب، وفى القرآن أعمق، وعن المكروهات والملذات أبعد، وأن هراء «كل سنة وإنت طيب» يجب أن ينتهى فورًا.. ولحق الضرر بالدين حين أخبروهم أن «لغمطة» جدار كوبرى أو سور شركة أو بوابة مدرسة بـ«هل صليت على النبى (ص) اليوم؟» جهاد فى سبيل الله، وأن الاعتراض على ذلك هو اعتراض على الرسول (ص)، وازدراء للدين ومقت للمتدينين. ولحق الضرر بالدين حين تُرِك الناس يعتقدون أن تحّول حمامات النوادى الرياضية وأرصفة مترو الأنفاق ومحطات الباصات العامة إلى أماكن للصلاة هو نشر للدين وتعميق للتدين وترهيب لأعداء الدين، وأن المعترضين على ذلك إنما يعترضون على الصلاة والعياذ بالله، «وماذا يضيرك يا أخى المؤمن ويا أختى المؤمنة فيمن يصلى فى خمس دقائق؟ أليس أفضل من إشاعة الفاحشة ونشر الزندقة؟».. ولحق الضرر بالدين حين أصبح الاعتراض على إغلاق شوارع بسجاجيد الصلاة وقت صلاة الجمعة وتراويح رمضان هو اعتراض الكفار وكارهى الدين، ويتم تصويرهم على أنهم يفضلون إغلاق الشوارع لنشر الفواحش وتحويلها إلى كباريهات ومواخير بالضرورة.

لحق الضرر بالدين حين باتت تقام الاحتفالات للشباب والرجال الذين يحكّون جباههم بطوب ليخرشموها وتصبح لديهم «زبيبة» صلاة علامة الورع، رغم أن الزبيب الوحيد الذى كان معروفًا حتى سبعينيات القرن الماضى هو الكشمش والذهبى والسلطان.. لحق الضرر بالدين حين أصبح بناء مسجد على متنفس أخضر وسط كتل الخرسانة غاية المُنى رغم وجود مسجد على مرمى حجر.. لحق الضرر بالدين حين أصبحت فقرة «اسأل عم الشيخ» ركنًا من أركان الإعلام وتريندًا من تريندات الـ«سوشيال ميديا» ومسارًا إجباريًا ومصيرًا محتومًا لمن يرغب من العامة فى دخول الجنة، ومن ينجح من غير العامة فى تسمين حساباته البنكية.. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى لحق الضرر بالدين 2 متى لحق الضرر بالدين 2



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon