توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجريمة غارقة فى «الترند»

  مصر اليوم -

الجريمة غارقة فى «الترند»

بقلم - أمينة خيري

وأعود إلى نوعية الجرائم التى نطالعها هذه الآونة، وما تكشفه تفاصيلها من مستجدات فى المجتمع المصرى. وفى هذا الصدد، يجب أن أشير إلى كتاب الأستاذ الكبير نبيل عمر «وصف مصر بالجريمة» والصادر فى عام 2018، وفيه ما يفتح شهية المهتمين بأمر هذا الوطن للإجابة عن سؤال «ماذا حدث فى قاع المجتمع خلال ربع قرن؟». والحقيقة أن ما حدث ويحدث لا يتعلق بالقاع أو بالقاعدة فقط، لكنه يتعلق بالمجتمع كله. وقد رأينا جرائم ضلع فيها من يمكن تصنيفهم باعتبارهم طبقة متوسطة ومتوسطة عليا وعليا. والحقيقة أننى لا أميل إلى الإفراط فى إلصاق ارتفاع الجرائم بالفقر، فهو إلصاق مريح لكنه خطير. الحاجة الماسة إلى المال قد تدفع البعض إلى خرق القوانين، لكن لو سرق أو نصب أو قتل كل الفقراء لخربت الدنيا أكثر مما هى خربة. مقتل الإعلامية شيماء جمال لم يكن بسبب الفقر والعوز. وذبح طالبة فى وضح النهار ثم إعادة ذبحها بإدانة ملابسها (العادية جدا) وصورها على السوشيال ميديا لم يكن تحت وطأة الغلب والقهر. ومقتل أربعة شباب فى بداية حياتهم فى سيارة لأن شابا آخر كان يقود سيارته بسرعة جنونية وتحت تأثير مواد كحولية لم يكن سببه الفقر. وبناء بيت على بعد أمتار قليلة من مسار القطار، ما جعل القطار يقتحم غرفة نوم ويقتل من فيها لم يكن بدافع ضيق ذات اليد.

ضيق ذات الوعى والضمير وتطبيق القوانين تطل برأسها فى أغلب الجرائم. والمصيبة أننا جميعا- إلا من رحم ربى- نتغاضى أو نتغافل أو نغض الطرف عن الأسباب ونكتفى بالغرق فى ترند الحوادث البشعة والجرائم الرهيبة. وهذا يؤدى إلى المزيد من الجرائم، ومن ثم المزيد من الغرق وهلم جرا. حتى المؤسسات الإعلامية الرصينة المصرية والعربية والأجنبية تسير فى ركب «هل زاد العنف فى مصر؟» «هل تتخذ الجريمة فى مصر أشكالا مثيرة للقلق؟» وغيرها من العناوين والأسئلة التى تجذب المتابعين وترفع معدلات المتابعة.

لكنها لا تحاول الخروج من حلقة الجريمة وتفاصيلها والسؤال عما إذا كما وصلنا القاع أم هناك ما هو أسوأ. لماذا؟ لأن السؤال والبحث عن إجابة لا تفى باحتياجات «شاهد قبل الحذف» ولا تصنع ترندا. ولأن حضارة الشعوب لا تقاس بكمية الفيديوهات أو القراءات التى شاهدتها قبل الحذف، ولأن الأوطان لا تستيقظ من غفوتها بفضل الترند الذى صنعته، وسخونة الـ«لايك» والـ«شير» التى حققتها، فإن جزءا من الخروج مما نحن فيه يكمن فى البحث فى الجرائم وما تعنيه وما تعكسه. مرة أخرى، الطفل إبن الـ13 عاما الذى اعتدى على الطفلة ابنة الخمسة أعوام، ما الذى جعله طفلا عاملا فى هذا العمر؟ وكم عدد إخوته؟ وكيف وصل إلى درجة الشره الجنسى هذه؟ ومن الذى يغل يد الدولة عن التحرك الجاد لوقف ضخ العيال بجنون؟ وأسئلة كثيرة تظل دون إجابة فى انتظار الجريمة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة غارقة فى «الترند» الجريمة غارقة فى «الترند»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon