توقيت القاهرة المحلي 15:32:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجريمة غارقة فى «الترند»

  مصر اليوم -

الجريمة غارقة فى «الترند»

بقلم - أمينة خيري

وأعود إلى نوعية الجرائم التى نطالعها هذه الآونة، وما تكشفه تفاصيلها من مستجدات فى المجتمع المصرى. وفى هذا الصدد، يجب أن أشير إلى كتاب الأستاذ الكبير نبيل عمر «وصف مصر بالجريمة» والصادر فى عام 2018، وفيه ما يفتح شهية المهتمين بأمر هذا الوطن للإجابة عن سؤال «ماذا حدث فى قاع المجتمع خلال ربع قرن؟». والحقيقة أن ما حدث ويحدث لا يتعلق بالقاع أو بالقاعدة فقط، لكنه يتعلق بالمجتمع كله. وقد رأينا جرائم ضلع فيها من يمكن تصنيفهم باعتبارهم طبقة متوسطة ومتوسطة عليا وعليا. والحقيقة أننى لا أميل إلى الإفراط فى إلصاق ارتفاع الجرائم بالفقر، فهو إلصاق مريح لكنه خطير. الحاجة الماسة إلى المال قد تدفع البعض إلى خرق القوانين، لكن لو سرق أو نصب أو قتل كل الفقراء لخربت الدنيا أكثر مما هى خربة. مقتل الإعلامية شيماء جمال لم يكن بسبب الفقر والعوز. وذبح طالبة فى وضح النهار ثم إعادة ذبحها بإدانة ملابسها (العادية جدا) وصورها على السوشيال ميديا لم يكن تحت وطأة الغلب والقهر. ومقتل أربعة شباب فى بداية حياتهم فى سيارة لأن شابا آخر كان يقود سيارته بسرعة جنونية وتحت تأثير مواد كحولية لم يكن سببه الفقر. وبناء بيت على بعد أمتار قليلة من مسار القطار، ما جعل القطار يقتحم غرفة نوم ويقتل من فيها لم يكن بدافع ضيق ذات اليد.

ضيق ذات الوعى والضمير وتطبيق القوانين تطل برأسها فى أغلب الجرائم. والمصيبة أننا جميعا- إلا من رحم ربى- نتغاضى أو نتغافل أو نغض الطرف عن الأسباب ونكتفى بالغرق فى ترند الحوادث البشعة والجرائم الرهيبة. وهذا يؤدى إلى المزيد من الجرائم، ومن ثم المزيد من الغرق وهلم جرا. حتى المؤسسات الإعلامية الرصينة المصرية والعربية والأجنبية تسير فى ركب «هل زاد العنف فى مصر؟» «هل تتخذ الجريمة فى مصر أشكالا مثيرة للقلق؟» وغيرها من العناوين والأسئلة التى تجذب المتابعين وترفع معدلات المتابعة.

لكنها لا تحاول الخروج من حلقة الجريمة وتفاصيلها والسؤال عما إذا كما وصلنا القاع أم هناك ما هو أسوأ. لماذا؟ لأن السؤال والبحث عن إجابة لا تفى باحتياجات «شاهد قبل الحذف» ولا تصنع ترندا. ولأن حضارة الشعوب لا تقاس بكمية الفيديوهات أو القراءات التى شاهدتها قبل الحذف، ولأن الأوطان لا تستيقظ من غفوتها بفضل الترند الذى صنعته، وسخونة الـ«لايك» والـ«شير» التى حققتها، فإن جزءا من الخروج مما نحن فيه يكمن فى البحث فى الجرائم وما تعنيه وما تعكسه. مرة أخرى، الطفل إبن الـ13 عاما الذى اعتدى على الطفلة ابنة الخمسة أعوام، ما الذى جعله طفلا عاملا فى هذا العمر؟ وكم عدد إخوته؟ وكيف وصل إلى درجة الشره الجنسى هذه؟ ومن الذى يغل يد الدولة عن التحرك الجاد لوقف ضخ العيال بجنون؟ وأسئلة كثيرة تظل دون إجابة فى انتظار الجريمة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة غارقة فى «الترند» الجريمة غارقة فى «الترند»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon