توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرأى العام والأوان

  مصر اليوم -

الرأى العام والأوان

بقلم - أمينة خيري

أشفق على حكومات العالم وأنظمته الحالية فى تلك المهمة الثقيلة الصعبة المعقدة المتشابكة الملقاة على عاتقها ألا وهى معرفة أو قياس أو استنباط توجهات الرأى العام. وبعيدًا عن الأسباب التى تجعل الحكومات والأنظمة فى حاجة إلى معرفة توجهات الرأى العام، وأولها فى رأيى بقاء النظام فى الحكم وبقاء الحكومة دون تغيرات كبرى، فإن المعرفة الحقيقية لما يدور فى القاعدة الجماهيرية الكبيرة من أفكار وأحلام ومطالب ومصادر غضب أو رضا وعوامل هدوء وسكنية أو احتقان وغيظ أمر بالغ الصعوبة فى العقد الثالث من الألفية الثالثة. وإذا كانت قياسات الرأى العام منذ التطور العلمى فى قياس توجهات الرأى العام فى مطلع القرن العشرين دائمًا كانت مخادعة وملاوعة وعصية على القياس الحقيقى، فهى حاليًّا بالغة ومتناهية الصعوبة لما تحمله من فرص ذهبية لهواة التضليل ومحترفى التمويه.

قبل أيام، تناول الإعلامى والكاتب الصحفى الكبير الأستاذ عبد اللطيف المناوى فى عموده فى «المصرى اليوم» إشكالية قياس الرأى العام الذى يحتكم إلى الـ«سوشيال ميديا»، وذلك فى ضوء التعامل «المريع» مع حفل مغنى الراب الأمريكى ذائع الصيت ترافيس سكوت، وهو التعامل الذى وبصراحة شديدة جعل سيرتنا على كل لسان، بالمعنى السلبى للعبارة.

والمسألة هنا لا علاقة لها بجماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر المنتشرة والمندسة بيننا بتكليف ذاتى من نفسها لنفسها، ولا بـ«قيم الأسرة المصرية» تلك الفزاعة التى نطوعها مرة ذات أقصى اليمين وأخرى ذات آخر اليسار رافعين شعار «ياختى كده ينفع، وكده برضه ينفع»، حيث ترتعد أوصالنا وتستنفر عروقنا حين يحمل أحدهم فكرًا مناقضًا لفكرنا، لكن لا تهتز شعرة لدينا حين نتبوأ أعلى المراتب فى قوائم التحرش أو نعرف أن السائح يخرج من عندنا مبهورًا بالآثار والشواطئ والتاريخ والنيل ويحتفظ بـ«لكن» كبيرة على مضايقات الصبية والشباب والرجال له ولزوجته.

الأمر يتعلق بالمعايير التى نعتمدها علميًّا لتكون مؤشرات حقيقية لتوجهات الرأى العام. المؤكد أن «السوشيال ميديا» باتت تصنع وتوجه وتغير الرأى العام، لا من خلال ملايين المستخدمين، بل عبر عشرات المستخدمين أو محترفى صناعة الرأى العام لصالح أصحاب أيديولوجيات أو توجهات أو مصالح معينين. من المؤسف جدًّا ألا ننتبه لما يحدث بنا وبيننا. نعتقد أننا نسيطر على مقاليد أمورنا والحقيقة عكس ذلك تمامًا. وما حفل ترافيس سكوت، والتعامل الصبيانى السطحى الكارثى معه، إلا نموذج يصلح أن يكون دراسة حالة. معرفة وقياس وتوجيه الرأى العام مسألة بالغة الحيوية لصالح السياسة والاقتصاد والأمن العام والسلم الاجتماعى والصحة النفسية والقائمة طويلة. الصالح العام يقول إن على «المهتمين» وضع قواعد علمية للتعرف إلى (أولًا) ثم قياس الرأى العام. جزء معتبر من الرأى العام فى مصر حاليًّا تدور رحاه على أثير الـ«سوشيال ميديا»، تعبيرًا وتوجيهًا. لكن الأمر أكبر وأعمق من ذلك بكثير، وكم من معرفة واستطلاع وقياس للرأى العام أنقذت مجتمعات قبل فوات الأوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرأى العام والأوان الرأى العام والأوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon