توقيت القاهرة المحلي 06:55:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمل الصغار فوق القانون والمنطق

  مصر اليوم -

عمل الصغار فوق القانون والمنطق

بقلم - أمينة خيري

هل اعتدنا عمل الأطفال؟ حين يأتيك ابن العشرة أعوام بطلب السوبرماركت، أو الملابس من عند المكوجى، أو يحمل لك مشترياتك الثقيلة من المحل إلى السيارة أو محطة الأتوبيس هل يلفت ذلك انتباهك؟ نموذج «بلية» صبى الورشة قديم قدم التاريخ المعاصر وما قبل المعاصر. لكن جهودًا كثيرة ومكثفة ومدروسة ومخلصة بُذِلت على مدار سنوات لمواجهة ما يدفع «بلية» للعمل في الورشة وترك المدرسة.

وأتذكر بكل الاحترام والشكر السفيرة مشيرة خطاب التي تشغل حاليًّا منصب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان وقت كانت رئيسًا للمجلس القومى للطفولة والأمومة وما بذلته من جهد صادق وأبدته من إخلاص وشغف وإيمان بقضية عمالة الأطفال لسنوات طويلة، وذلك ضمن حفنة من القضايا الشائكة الخاصة بالطفولة والأمومة في مصر. يبدو لى أن جهود مواجهة العوامل التي تؤدى إلى عمالة الصغار لم تعد تُبذل- على الأقل بالقدر الكافى والمتوقع. أعداد الصغار في الشوارع والمحال وعلى الأرصفة تتحدث عن نفسها.

صحيح أن الأوضاع الاقتصادية تدفع ببعض الأسر إلى دفع صغارها إلى العمل، والتى هي بالمناسبة غير قانونية نظرًا لسن الأطفال، إلا أن تنامى الظاهرة بدأ قبل التعويم والتضخم وقرض الصندوق.. إلخ. وألفت وأكرر و«أهاتى» وأقول: أسر كثيرة تضخ عيالًا دون هوادة بغرض الدفع بهم في سوق العمل وأبرزها التكاتك. هي رؤوس أموال غير مكلفة.

سنوات قليلة تضطر خلالها الأسرة لتقديم حد أدنى من الطعام والرعاية للصغير إلى أن تتمكن من دفعه إلى سوق العمل الهامشى وغير القانونى وغير الآدمى.

وأحيانًا تتمكن الأسر «الذكية» من استثمار الرضيع في أنشطة التسول، فهل هناك من مشهد يدمى القلوب ويرهق العقول أكثر من رضيعين على قارعة الطريق مع الأم «المسكينة» وخمسة أو ستة عيال آخرين الفرق بين الواحد والآخر تسعة أشهر؟ الأدهى من ذلك أن وسائل إعلامية باتت تستخدم صورًا فوتوغرافية مع موضوعات مختلفة عن الطقس أو موعد الإجازات وغيرها لأطفال عاملين، وكأننا نرسخ ثقافة عمل الصغار ونساهم في سلبهم حقوقهم وحرمانهم من حقهم في البراءة. وعلى سيرة البراءة أقول إن وجوه الصغار العاملين من حولنا في كل مكان فاقدة البراءة. أغلبهم مسخ لا هم بالرجال ولا هم بالصغار.

إنهم ضحايا، وأولئك الذين يمطروننا على مدار الـ24 ساعة بقصص الأولين وسرديات عمرها مئات السنين، الأولى بهم أن يخبرونا عن مصير هؤلاء الصغار. البعض من هؤلاء يحرمون تنظيم الأسر، والبعض منهم يقول إن عمل الصغار هو دخولهم مصنع الرجال مبكرًا وكأن ذلك مثار فخر، وفريق ثالث معروف الهوى يخبرنا أن الدولة مسؤولة عن إطعام وكساء وعلاج الملايين الذين يتم ضخهم سواء عن جهل، أو اتباعًا لفتاوى التحريم الصادرة خلف الأبواب المغلقة، أو للكفر بالتعليم وجدواه. إنه خرق المنطق في أبشع صوره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمل الصغار فوق القانون والمنطق عمل الصغار فوق القانون والمنطق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon