توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا أكثر وطنية منك!

  مصر اليوم -

أنا أكثر وطنية منك

بقلم - أمينة خيري

«ما الوطنية؟».. يبدو السؤال جديرًا بموضوع إنشاء فى حصة اللغة العربية وقت أن كان «الأستاذ» يسهّل علينا حياتنا، ويمنحنا خمسة عناصر نبنى عليها الموضوع. وعلينا الاستشهاد ببيت شعر وآية من القرآن الكريم، للدلالة على معانى الوطنية. وكلما كتبنا أكثر، انبهر المصحح بطلاقة أقلامنا وحصافة عقولنا وأعطانا درجة أقرب إلى الدرجة النهائية، وحبذا النهائية. عشرة على عشرة فى الوطنية.

لكن الحقيقة أن تعريف الوطنية أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما هذه الأيام. إذا سألت أى شخص، بغض النظر عن درجة تعليمه ونوعيته أو عمره أو انتماءاته الاجتماعية والاقتصادية، سيخبرك أن الوطنية هى حب الوطن.

لكن.. ما المقصود بحب الوطن؟.. أول ما يتبادر إلى ذهن الأكبر سنًا ربما الكلمات الرائعة التى غناها الراحل محمد عبدالوهاب: «حب الوطن فرض عليا، أفديه بروحى وعينيا». وهنا تتركز معانى الحب فى «الفرض» وليس الاختيار، كما ترتبط ارتباطًا شرطيًا بالفداء والتضحية بالروح والعينين، أغلى ما يملك الإنسان.

وقد يأتى الأصغر سنًا، أو أولئك الذين ينتهجون نوعًا من التفكير النقدى فى الأشياء بعيدًا عن الفرض والإلزام والإجبار، فيخبروننا بأن الحب، ولو كان للوطن، اختيارى، وأن مسألة التضحية نسبية أو رمزية.. بل قال لى أحدهم ذات مرة إن مجرد بقائه فى الوطن فى ظل ظروف اقتصادية صعبة هو تضحية، ولا مجال أن يطلب منه أحد المزيد منها.

نعم، حتى تعريف الوطنية أمر صعب. خذ عندك مثلًا عزيزى القارئ.. يعتقد البعض أنه وطنى حين ينعت مواطنا آخر بقلة الوطنية، بل ربما الخيانة، لأنه ينتقد فسادًا أو إهمالًا أو تقاعسًا فى الوطن. وقد يذهب المواطن الهُمام إلى درجة اغتيال المواطن المنتقد معنويًا، وذلك عبر شتمه وسبه ووصمه بالعمالة مثلًا على منصات السوشيال ميديا، وذلك حتى يرتدع ويعود إلى حب الوطن بمعايير المواطن الوطنى الأول.

الطريف أن المواطن الذى ينتقد سلبيات ما فى الوطن قد يعتبر بدوره المواطن الأول الرافض للانتقاد، والمندد بمبدأ المطالبة بالتحسين والتطهير غير وطنى أو ناقص وطنية. لماذا؟ لأنه يؤمن بأن الوطنية هى الرغبة المستمرة فى تحسين أداء الدولة المقامة على أرض الوطن.. وهلم جرا.

أعتقد أننا جميعًا فى حاجة إلى مراجعة معنى الوطنية، لا بغرض اعتماد تعريف محدد لها وفرضه فى حصة التعبير أو فى تصحيح سؤال «ما المقصود بالوطنية؟» فى امتحان النصوص، ولكن لتوسيع الأفق، وحبذا لو تصحيح معتقدات وأفكار، دون أن يعلن أحدهم فوقيته على الآخرين فى الوطنية.

ويمكن أن تكون نقطة البداية التفكير فى الفرق بين «الوطنية» Patriotism و«الوطنية» Nationalism.. وهذه الأخيرة تترجم أحيانًا «قومية»، ولكنها تظل فى قواميسنا «وطنية».

أسمع البعض يقول: «ما هذا الصداع؟! حب الوطن هو حب الوطن وخلاص!» وأنا أقول: ربما إعادة التعريف تعطينا براحًا أوسع لنحب الوطن، كلٌّ بطريقته.. أو «خَلّونا نِتسلّى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا أكثر وطنية منك أنا أكثر وطنية منك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon