توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى لحق الضرر بالدين؟

  مصر اليوم -

متى لحق الضرر بالدين

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

متى لحق الضرر بالدين؟.. يوم قيل للمتدينين إن دينهم في خطر مستمر.. وإن العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، يتربص به.. وإن خروج أحدهم من الدين يستدعى الصراخ والعويل: «وادينااااه» «وامصيبتاااه».. وإن دخول أحدهم قادمًا من دين آخر هدف تم إحرازه في مرمى العدو.. وإن الإنسانية لا تحتمل سوى دين واحد وزى واحد وملامح متطابقة.. وإن «صباح الخير» مكروهة و«مساء الخير» مزدراة و«سعيدة» كفر.. وإن من يحشون كلامهم بـ«قال الله» و«قال الرسول (ص)» فهم وسطاء ربانيون بالضرورة وكادوا يكونون رسلًا، أحكامهم في المنزلة الثالثة بعد الله ورسوله. وفى هذه الجزئية أشير بكل ثقة ودون حرج إلى أن كلام هؤلاء باتت له الأولوية ويتمتع بالأسبقية قبل ما ورد في القرآن الكريم.. لماذا؟، لأن هؤلاء احتكروا الدين وأعلنوا قبل عقود أنهم الوكيل الحصرى لله، والموزع المعتمد الأوحد لدينه، و«وامصيبتاااه» صدقتهم الملايين.

لحق الضرر بالدين يوم قرر رؤساء مجلس إدارته الذين عينوا أنفسهم بأنفسهم أن يجعلوا من الدين ظاهرة شكلية صوتها عالٍ يصل إلى درجة الصراخ، وأحيانًا العويل والبكاء والشحتفة.. يوم قرروا أن يضعوا المريدين والتابعين في حال استنفار مستمر. تجد المتدين منهم وكأنه في حالة جاهزية مزمنة لخوض حرب ضروس. العدو دائمًا على الباب. العدو هو المختلف، حتى لو كان الاختلاف في شكل الأنف أو اتساع العين أو طرطقة الأذن.

لحق الضرر بالدين حين تمت شيطنة العقل. استخدامه يرقى إلى الكفر، وتحكيمه أقرب إلى الزندقة، وإزالة الصدأ عنه بين الحين والآخر معصية كبرى. ولذلك لحق أكبر ضرر بالدين حين تم وضع التعليم وفكر رؤساء مجلس إدارة الدين الذين عينوا أنفسهم بالقوة في خلاط «فرغلى بتاع العصير»، وباتا توأمًا ملتصقًا غير قابل للفصل. لحق الضرر بالدين حين تم نعت المطالبين بالفصل بأنهم أعداء الدين وكارهو المتدينين.

لحق الضرر بالدين حين أصبح الدين تجهمًا وعبوسًا وخشونة وعنفًا- إن لم يكن جسديًا فمعنويًا- حين تم تحريم كل مصدر للبهجة، فالموسيقى حرام، والغناء حرام، والألوان الزاهية حرام، والضحك حرام، والرياضة لهو حرام.. والقوس مفتوح.

لحق الضرر بالدين حين أصر رؤساء مجلس إدارته على شيطنة المرأة. النكاح.. النكاح.. ولا شىء إلا النكاح. ولأن النكاح يهيمن على الأدمغة، فصارت كل «أحكام» المرأة وتفسيراتها وبرامجها التلفزيونية (حتى اللحظة) نكاحًا في نكاح في نكاح.

لحق الضرر بالدين حين تم تحويل «رجال» دين إلى أولياء. منهم من رحل عن دنيانا، وهو كغيره من البشر له ما له وعليه ما عليه، قبل سنوات قليلة أو كثيرة، لكن صار قبره ضريحًا يتمسح به بسطاء العقل، وصوره على باصات النقل العام، وكلامه عن الآخر الكافر والعلاج المرفوض والمرأة الشيطانة و«خروجها للعمل لا يكون إلا لعلة» والقوس مفتوح في عام 2022.. ولحديث الضرر بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى لحق الضرر بالدين متى لحق الضرر بالدين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon