توقيت القاهرة المحلي 15:22:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوكرانيا وكعك العيد

  مصر اليوم -

أوكرانيا وكعك العيد

بقلم - أمينة خيري

جيد جدًا أن تطمئننا الحكومة بصفة شبه يومية، وأحيانًا أكثر من مرة فى اليوم الواحد، أن مخزون القمح آمن وكافٍ. وجيد جدًا أن نطالع أخبارًا وتقارير تفيد بأن اتصالات عدة تجرى من أجل مزيد من التنويع فى مصادر القمح الذى نستورده، وذلك بديلًا مؤقتًا عن اعتمادنا شبه الكبير جدًا على القمح الوارد من أوكرانيا وروسيا. لكن مطلوبًا أيضًا الحذر من أن نرتاح ونطمئن زيادة عن اللازم. فنحن لا نعيش بمعزل عما يجرى فى الكوكب، وما يجرى فى الكوكب كبير ومريع. فلا العالم ولا نحن تعافينا من آثار وباء ضرب الجميع على مدار ما يزيد على عامين، مع العلم أن إعلان العديد من الدول انتهاء إجراءات الحظر والعزل والإغلاق لا يدل على انتهاء الوباء، بقدر ما يدل على وهن الاقتصاد وعدم امتلاك رفاهية الإجراءات الاحترازية أكثر من ذلك. وتكفى نظرة سريعة على عدادات الإصابات اليومية لنعى فداحة الوضع. فى بريطانيا مثلًا، تحدث حاليًا إصابة بين كل 13 شخصًا يوميًا، وبلغ عدد المصابين فى أسبوع واحد فى مارس 4.9 مليون
كما أن ما يجرى فى العالم، ولو كان على بعد آلاف الأميال، يؤثر علينا بشكل مباشر وواضح وصريح، ولعل حرب روسيا فى أوكرانيا درس مفيد لنا، متعدد الجوانب. فما أن اندلعت الحرب وبدأنا نتابع أحاديث القمح والكوارث المتوقعة على العالم، حتى تساءل كثيرون: «واحنا مالنا ومال روسيا وأوكرانيا؟»، واتضح أن مالنا كبير وكبير جدًا، وأن ما يجرى على بعد 4279 كيلومترًا منا (وهى طول المسافة بين القاهرة وكييف) يؤثر فى فرن «عم عبده»، وخبز التموين المدعم، ونية مدام عنايات المبيتة لخبز كعك العيد فى البيت، ومخطط أستاذ فتحى لشراء بسكوت العيد جاهزًا هذا العام.

طمأنة التصريحات الرسمية جميلة وجيدة. والخطوات السريعة والدؤوبة التى يتخذها المسؤولون لفتح قنوات بديلة للحصول على احتياجاتنا من القمح تستحق الثناء، مع العلم أن القمح لا يأتى منزهًا عن الأغراض السياسية أو الأهداف الاستراتيجية، بمعنى آخر أن القمح أداة سياسية واستراتيجية قبل كونها سلعة زراعية.

أتصور أن الوضع يستوجب قدرًا معتبرًا من التفكر والتدبر فى استخداماتنا من القمح. وأعتقد أن شرحًا بسيطًا وافيًا مفصلًا دون تهويل أو تهوين من شأنه أن يوضح لنا أن وضع القمح وأزمته ليسا حكرًا علينا، وأن الترشيد الشديد والتحول إلى البدائل وإعمال العقل والضمير والمسؤولية الإنسانية فى الاستهلاك حتى لو كان الدقيق ومنتجاته متوافرًا، أمور واجبة على الجميع. بالطبع سيعتقد البعض أن الحكومة تبالغ فى الضغط الاقتصادى علينا، وسيخرج من يؤجج هذه المشاعر اتباعًا لهواية الصيد فى المياه العكرة، لكن المعلومة والشرح كفيلان بالطمأنة. ويبقى الحديث عن الاكتفاء الذاتى من القمح ذا شجون، لكنه سيكون على رأس قائمة أولويات التعلم من الدرس القاسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا وكعك العيد أوكرانيا وكعك العيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon