توقيت القاهرة المحلي 15:56:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دواخل الأدمغة

  مصر اليوم -

دواخل الأدمغة

بقلم - أمينة خيري

لولا أن المعرفة كثيرا ما ينجم عنها ألم نفسى وشعور بقلة الحيلة، ولولا أن ما تتم تعريته أحيانا من حقائق ومجريات تقع كالصاعقة على مكتشفها، لقلت إن التعرف على ما يدور فى أدمغة الكثيرين وقلوبهم وعقولهم مثير وممتع. لكن المتعة فى معرفة أن هناك من يعترض ويعارض فكرة الدعاء لغير المسلمين أو حتى الاكتفاء بالدعاء دون تحديد خانة ديانة المدعو لهم غائبة تماما. المسألة لا تتعلق بحرية الرأى، فهذا حق أصيل. لكن حرية الرأى حين تكشف عن رفض تام للآخر وقناعة تامة بأن «أنا فقط» السائر على الطريق الصحيح، و«أنا فقط» مالك صك دخول الجنة، فهى حرية مثيرة للقلق. وقمعها أو كبتها ليس الحل، لكن علاج أسبابها الحل والوقاية للأجيال القادمة.

الأجيال القادمة لن تستوى أمورها الإنسانية والاجتماعية والثقافية إلا بالبحث والعلاج للأجيال الحالية وما أصابها من عطب فى الفكر وعلة فى الرؤية. والعطب والعلة والمرض ليست مسؤولية المصاب، لكنها مسؤولية وتهمة من تسبب فيها. والمتسبب أو بالأحرى المتسببون فى استمرار أفكار مسمومة وأخرى ظلامية تليق بالعصور ما قبل الوسطى مازالوا وثريتهم ومن تربى فى كنف أفكارهم أحياء يرزقون. وهم يقومون بمهمة التوريث. إنه توريث الظلام.

قبل أيام، كتبت المستنيرة المثقفة رئيسة المجلس القومى للمرأة الدكتورة مايا مرسى على صفحتها على فيسبوك، تعليقا على ما قالته نقيبة أطباء القاهرة الدكتورة شيرين غالب، أستاذ الطب الشرعى والسموم. وكانت الدكتورة شيرين قد نصحت خريجات كلية طب الأزهر جامعة أسيوط بأن على الشابات من الخريجات الطبيبات أن يكون اهتمامهن فى المقام الأول بالبيت ثم تأتى المهنة بعد ذلك!.

الدكتورة مايا مرسى قالت فى تعليقها إنها كانت تتمنى أن تتحدث الطبيبة مع الخريجات عن الصعوبات التى واجهتها حتى حققت نجاحها، وحثهن على العمل والاجتهاد، مع وعد بأن تعمل على تقديم خدمات ورعاية أسرية فى أماكن العمل من شأنها أن تساعدهن على النجاح فى عملهن وتحقيق التوازن المطلوب بين العمل والأسرة.

كلام جميل وكلام معقول. لكن ما دارت رحاه من تعليقات يستحق الدراسة. وهذه الدراسة من شأنها أن تتيح للمهتمين أو الراغبين أو المستعدين لتغيير ما نحن فيه من ظلام وظلمات مادة خام للعلاج. كم مذهل من التعليقات التى تؤيد ما قالته الدكتورة رشا، من منطلق قالوا إنه «دينى»، وذهب الأمر بالبعض إلى نعت المعترضين على هذه النصيحة فى تلك المناسبة بأنهم «علمانيون» و«كارهون للدين» و«يعملون من أجل نشر الأفكار الشاذة والغريبة» والقائمة تطول. هذا جانب من الفكر السائد فى المجتمع المصرى فى عام 2022. وأنا على يقين بأن توجيه الطبيبات فى مناسبة تخرجهن بأن تكون أولويتهن البيت لو جرى قبل 60 أو 70 عاما لأثار حفيظة المصريين، رغم أنهم كانوا فعليا وليس مظهريا أكثر تدينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دواخل الأدمغة دواخل الأدمغة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon