توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوجه الله والكهرباء

  مصر اليوم -

لوجه الله والكهرباء

بقلم:أمينة خيري

كلمتان لوجه الله ومصر والمصريين.. الغضب الكبير والخطير بين الناس ليس سببه الكهرباء، ليس سببه الكهرباء.. فقط. هو القشة التى تكاد تقصم ظهر البعير. وكل ما نقوله حول درجات الحرارة القائظة، وتغير المناخ، وثقب الأوزون، والناس التى وقف بها المصعد، والطلاب الذين لجأوا للمقاهى، والمريض الذى بات ليلته فى تكييف السيارة، والسيدة التى صعدت عشرة أدوار، والرجل الذى نزل ٣٠ دورًا، ومريض الجهاز التنفسى الذى يعانى الأمرين.. وغيرها من قصص وحكايات أغلبها حقيقى لا يمكن اعتبارها سبب الغضب. للغضب أسباب كثيرة لم تظهر حين تعامدت الشمس على مدار السرطان، ولم تتفجر حين كشر المناخ عن أنيابه، ولم يجمع بين كثيرين حين اقترضت «مدام أسماء» شمعة من «مدام شيماء» لتنير السلم لأبنائها لدى عودتهم من التمرين. إنها تراكمات، ومضافة إليها حرارة الجو الخانقة التى تؤثر على الحالة النفسية والجسدية للبشر. وهى التراكمات التى أطلقت العنان للمخاوف ومكامن القلق لكثيرين ليجاهروا بها. هذا ليس تقليلًا من فداحة أزمة الكهرباء أو ثقلها أو خطورتها على كثيرين، لا سيما المرضى وكبار السن والأطفال وغيرهم، لكن ما أقوله هو أن انقطاع الكهرباء، أو بلغة العصر «تخفيف الأحمال» ليس السبب الوحيد.. بمعنى ثالث، الناس فى حاجة إلى تغيير شامل وكامل وكلى وتام فى طريقة التعامل والإخبار، وبالطبع فى طريقة التعامل مع الاقتصاد والأسعار والتجار وفوضى الشارع والمقال لا يتسع لسرد ما ينبغى سرده. وقد ثبت بالحجة والبرهان أن الغالبية المطلقة من المصريين على أتم الاستعداد للصبر والتحمل والتكيف مع أصعب الظروف والأحوال، شرط أن ترى ضوءًا ما فى نهاية النفق، ويُفضل ألا يكون ضوء شمعة أو كشاف.. نريده ضوءًا مستمدًا من محطة كهرباء تعمل بكفاءة. وحتى فى حال عدم توافر هذا الضوء، فليخبرنا أحد بالأسباب الحقيقية ويمدنا بالتوقيتات المتوقعة والمبنية على أساس معرفة وعلم وحقائق وأرقام بعودة الأمور إلى طبيعتها.

تقلقنى درجة حرارة الشارع. الأرصاد تقول إن درجات الحرارة فى مصر تتراوح بين ٣٨ و٤٦ بحسب المحافظة.. لكن درجة حرارة الشارع يصعب قياسها، إلا أنه يسهل استشعارها. وليس خفيًا على إحدى نظريات المؤامرة التى يتم الترويج لها فى أجواء مهيأة للتعلق بقشة، ولو كانت على سبيل «فش الغل». حتى الغضب والانتقاد اللذين يجاهر بهما هذه الأيام إعلاميون يعملون فى وسائل إعلام مصرية خالصة، يهرع البعض لتفسيره فى ضوء نظريات التآمر. مفهوم تمامًا أن بيئة الـ«سوشيال ميديا» حاضنة للهبد ومرحبة بالرزع ومصممة بشكل يسمح لكل من له غرض أو مأرب، سواء كان ساميًا راقيًا أو مسمومًا دنيئًا أن ينثره وينشره ويجنى ثماره.. لكن مفهوم أيضًا أن مواجهة هذه البيئة تأتى بتوفير المعلومة، مع عدم الاستهانة بالأوجاع، ناهيك عن عدم الاستفزاز. حتى لو كانت البنى الأساسية لقطاع الكهرباء شهدت إنجازات غير مسبوقة، هذا ليس الوقت المناسب لعرضها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوجه الله والكهرباء لوجه الله والكهرباء



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon