توقيت القاهرة المحلي 04:20:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأذان الموحد يهدم الدين؟

  مصر اليوم -

الأذان الموحد يهدم الدين

بقلم - أمينة خيري

بينما أقلب فى أوراقى القديمة وجدت موضوعًا كتبته قبل ما يزيد على عقد؛ احتفاء بمشروع ينسب إلى وزير الأوقاف الأسبق الراحل الدكتور محمود حمدى زقزوق وهو الأذان الموحد. وقتها تم تنفيذ المرحلة الأولى (والأخيرة) فى نحو أربعة آلاف مسجد. اعترض البعض من هواة تضارب الأصوات وتعاليها باعتبارها معايير التدين ونشر الدين.

كان ذلك قبل سنوات وقت لم يكن الوجه الفعلى والحجم الحقيقى لما جرى فى مصر على يد مستلبى الدين ومن اختلوا بمنابر التفسير والتطرف وهيمنوا على عقلية البسطاء وغير البسطاء من باب «العودة إلى الله»- قد تبين بعد. لكن سطوة الدولة كانت حاضرة، وبالفعل بدأ المشروع وتم تزويد العديد من المساجد بتقنية البث المشترك بصوت جميل هادئ يدعو إلى التفكر والتأمل فى ملكوت الله وليس الاستنفار والاحتداد بفعل الصراخ، ناهيك عن تداخل الأصوات ما يجعل تفسير الكلمات مستحيلًا، بالإضافة إلى قبح صوت السايس أو البواب الذى قرر أن يؤذن. لكن فى أحداث يناير 2011، تمت سرقة أجهزة البث الخاصة بالأذان الموحد من المساجد وتوقف المشروع. فى الآونة الأخيرة، وبفضل جهد وزارة الأوقاف- التى أعتبرها المنبر الرئيسى للتعقل الدينى والوسطية الفكرية فى الأمور المتعلقة بالدين هذه الآونة- عاد المشروع إلى الواجهة على مدار العامين الماضيين. صحيح أن أغلب المساجد مازال ينتهج نهج الأذان الفردى، لكن مجرد طرح الفكرة وتطبيقها على عدد- ولو محدود- من المساجد هو إنجاز عظيم فى ظل الهوس الدينى السطحى السائد، والذى يعتبر انتقاد صوت المؤذن «الهاوى» القبيح حربًا ضد الدين، والاعتراض على تشغيل القرآن الكريم بصوت عال فى المقاهى أو التاكسيات وغيرها دعوة إلى الفسق. وكتبت قبل أسابيع مرة مشيدة بتدخل وزارة الأوقاف للسيطرة على مهزلة الأذان بأصوات أقل ما يمكن أن توصف به هو القبح الشديد، فى عدد من مساجد مدينة الشروق، ناهيك عن عشرات مكبرات الصوت التى تنافس أعداد المصلين، وأشرت مرة أخرى إلى أن جزءًا من المشكلة ليس فى ارتفاع الأصوات غير الصالحة للأذان لدرجة الصراخ فقط، بل فى دفاع الناس المستميت عن هذا القبح وهذه العشوائية، بل «الدعاء» و«الحسبنة» على من يطالب بالتنظيم والتهذيب والتجميل.

واعتبرت هذا الدفاع علامة على ما لحق بالخطاب الدينى فى مصر على مدار سنوات، مخلفًا البعض ممن يمسكون بتلابيب الصوت ويتركون جوهر الدين من معاملات ونظافة وحسن خلق «يضرب يقلب». تذكرت كل ما سبق حين تلقيت رسالة من قارئ وزوجته وكليهما فى العقد الثامن من العمر يسكنان شارع الجزيرة الوسطى فى الزمالك ويشكوان من صوت مؤذن «يستعرض كل ليلة حتى فجر اليوم التالى مواهبه الصوتية عبر الصراخ من خلال مكبر الصوت الموجه إلى أعلى» وهو ما يمنعهما تمامًا من النوم. أشفق كثيرًا على وزارة الأوقاف فهى تقف منفردة فى حلبة مصارعة متعددة الأطراف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأذان الموحد يهدم الدين الأذان الموحد يهدم الدين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon