توقيت القاهرة المحلي 09:38:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«القايمة» يهودية!

  مصر اليوم -

«القايمة» يهودية

بقلم - أمينة خيري

مسألة «قائمة المنقولات» كاشفة ودالة. فبين حديث الإلغاء وإشاعة التبديد وجهود التفنيد يمكن قول الكثير والكثير. مبدئيًا «القايمة» عادة اجتماعية ربما كان لها غاية أو فائدة قبل عقود وقرون.

جرى العرف أن ترتدى العروس فستانًا أبيض أو حشو المحشى بالأرز، وجرت العادة أن تكون «القايمة» ضمن مكونات الشد والجذب المصاحبة لاتفاقات الزيجات في مصر، وربما في بلدان أخرى تشهبنا. كانت «القايمة» وسيلة لحفظ حق الزوجة (فى الأغلب) في حال حدوث خلاف أو شقاق أو طلاق، فتضمن وأهلها استعادة أسهمها في الشركة التي يتم فضها. والحقيقة أن عدد الخلافات والمعارك الزوجية التي شهدتها، والتى تحوى «القايمة» ضمن مكوناتها، كبير ولا يستهان به. والحقيقة أيضًا أن أكذوبة «ضمان حق البنت» و«وسيلة ضغط على الزوج»، إلى آخر قائمة المستحيلات من غول وعنقاء وقايمة، غالبيتها العظمى خيال شعبى. وعدد المرات التي كنت شاهدًا فيها على مدرسة الأزواج في تطبيق مبدأ «بلوها واشربوا ميتها» كبير جدًا. والأسلحة الكثيرة المستحدمة في حروب الانفصال غير الحضارى والطلاق الذي تصحبه منازعات وحروب شعواء حول الطقم الصينى ونيش السفرة ونجفة الصالون إلخ- تتيح غالبًا للزوج أن يبذل ضغوطًا عدة تضمن له نتيجة مباراة في صالحه، لا سيما إذا كانت الزوجة هي الساعية للطلاق. وليس خفيًّا على أحد كم الضغوط غير المباشرة التي يمكن لكلا الطرفين أن يبذلها (لكنه غالبًا يكون الزوج) حتى يدفع الطرف الآخر لحافة الجنون والرضا بالتخارج، وهو (هى الأرجح) بهدومه (هدومها) فقط لا غير.

ويكفى أن المجتمع يدعم ويبارك ويؤيد ويهلل للزوج المزنوق في خناقة طلاق قائمة على سداد أموال نفقة وادعاء فقر وتبديد منقولات زوجية إلخ، الذي يلجأ للزواج بأخرى أو ثالثة أو رابعة، مع الإبقاء على الأولى محل النزاع وموضوعه متجولة بين مكاتب المحامين ودهاليز المحاكم وغيرها. فهو لم يغضب الله من جهة، كما أنه رجل مسكين وله احتياجات، ولا أحد يلومه. أما حكاية «القايمة» ونفقة العيال وغيرها فيمكن حلها على مدار السنوات القادمة إن شاء الله. الغريب- لكن متوقع- أنه حين قفزت «القايمة» لتكون في صدارة الترند وموضوع الساعة، وتحمس لها البعض لأسباب في أغلبها لا علاقة لها بتيسير الزواج وجعل الدنيا سهلة ولذيذة، ولكن من باب الهبد والرزع، فإن الترند التالى كان «سيبها تعنس» في إشارة إلى البضاعة موضوع الخناقة، وهو الترند الذي يعكس قيمة الزواج ومعناه بين قطاعات كثيرة في المجتمع. بمعنى آخر الشابة التي تتعنت أو يتعنت أهلها في إجراءات عملية انتقال ملكيتها من بيت أهلها لبيت زوجها بالإصرار على القايمة، فإن عقابها هو تركها كالفاكهة سريعة التلف.

لكن المضحك حقًا هو اكتشاف أن «القايمة» أصلها يهودى يا ولداه، وليست من الإسلام في شىء، لذا وجب الجهاد في سبيل إلغائها. وأدينا بنتسلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القايمة» يهودية «القايمة» يهودية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon