توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعجاب بالمراهقة

  مصر اليوم -

الإعجاب بالمراهقة

بقلم - أمينة خيري

المراهقة أجمل مراحل العمر وأكثرها إمتاعًا. صحيح أنها تسبب للمحيطين بالمراهق الكثير من القلق، حيث حتمية التعامل مع شطحاته ونطحاته، والتى يعلم الجميع أنه لا يمكن إيقافها، نظرًا لأنها طبيعة المرحلة العمرية، لكنها تظل ممتعة. إنها تلك اللحظات التى نحملها معنا فى مراحل العمر التالية حين نكبر «ونتهد»، نحكى عنها مفاخرين ومزهوين بما كنا نقترفه من أفعال تخلو من المنطق وبدون أدنى حسابات للأمن والسلامة، أو المنطق والعقلانية. نقر ونعترف حين نكبر بأننا كنا نتصرف بأنانية ظنًا منا أنها حريتنا الشخصية، أنا حر أشعل نارًا فى غرفتى، أليست غرفتى؟، أنا حر لا ألتفت لدروسى وأزوغ وأذهب فى رحلات بدلًا من المدرسة، أليست حياتى؟، أنا حر أدخن سجائر وأتعاطى مخدرات، أليس جسدى؟، أنا حر أصادق خارجين على القانون أو فاقدين البوصلة فى حياتهم، أليس قرارى؟. وغالبًا يحمل المراهق وسط هذه التصرفات قدرًا غير قليل من الصوابية والوازع الأخلاقى (من وجهة نظره)، فهو كثيرًا ما يقول: يا سلام لو يتم تقسيم خيرات الدنيا على الجميع، فيتم القضاء على الفقر والعوز، ويا سلام لو يتم نزع كل الأسلحة، فتنتهى الحروب ويعيش الجميع فى سلام، ويا سلام لو تتوقف كل المصانع والشركات الملوثة للبيئة والملحقة الضرر بالكوكب عن عملها ونعود للعيش على أقل القليل فى الطبيعة، سيتم إنقاذ الكوكب ويحيا الجميع سعيدًا هانئًا. إنها مثالية المراهقة بشكلها الخام، والتى يتم صقلها بمرور السنوات والعقود، فتتحول دفة التفكير والمنطق صوب الواقع أكثر.

متعة المراهقة، وانطلاقه وحماسه، وقيمه الأفلاطونية المحلقة فى سماء الخيال، وحديته الشديدة، وانفراده برأيه، معتبرًا إياه قدس الأقداس، وعناده المتطرف فى الخير والشر على حد سواء جميعها جزء لا يتجزأ من طبيعة المرحلة السنية. لكن أن تبقى هذه المرحلة السنية حتى يشيب المراهق ويصبح مسؤولًا عن أسرة، أو ذا منصب فى بلده، أو صاحب حيثية فى مجتمعه، فهذا مكمن الخطورة. المراهقة مرحلة خطرة، لكنها أيضًا مرحلة لا بد منها فى سبيل اكتمال البلوغ والنضج، لكن أن تستمر المرحلة إلى ما لا نهاية، فإن ذلك أشبه بقرار الانتحار غير المكتوب. الأخطر من ذلك أن يحظى المراهق المتقدم فى العمر بشعبية وتهليل وإعجاب ممن حوله، وهذا متوقع، فالبعض منا يميل إلى الإعجاب بالأفكار الجريئة، حتى لو كانت خالية من المنطق، والانجذاب للأعمال والأقوال الزاعقة المفعمة بالصوت العالى الملىء بالحماسة حتى وإن كانت خيالية تمامًا. إنها طبيعة بشرية، تمامًا كتلك التى تجعلنا نذهب عن فيلم أكشن أو إثارة نعرف تمامًا أنه لا يمت للواقع بصلة، وندفع أموالًا لنشاهده. غاية القول أن المراهقة مرحلة عمرية بحلوها ومرها، نمر بها جميعًا، ويتحتم علينا التعامل معها ومع من يمر بها من حولنا، لكن أن يدفع البعض لتسليم أمور إدارة مجتمعه لمراهق أو جماعة من المراهقين، فهذا انتحار جماعى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعجاب بالمراهقة الإعجاب بالمراهقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon