توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداعيات حياة أخرى

  مصر اليوم -

تداعيات حياة أخرى

بقلم - أمينة خيري

قبل بضع سنوات، مر خبر استعانة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بعدد من رجال الأديان ليساعدوها فى تصور كيفية رد فعل أتباع الديانات الرئيسية لاحتمالية وجود حياة «ذكية» فى كواكب أخرى حولنا مرور الكرام. فى عام 2016 اجتمع نحو 24 من علماء الأديان الأكثر انتشارا فى «مركز الاستقصاء الدينى» فى برنستون فى نيوجيرسى لمناقشة التداعيات المتعلقة باحتمالية وجود حياة على كواكب أخرى. وقتها تعامل كثيرون مع الخبر كأنه فتح دينى فى «ناسا». فبين قائل إن «ناسا» «الملحدة» تتقرب إلى الله، ومرجح بأن «ناسا» تتعامل مع علماء دين بهدف هدم الدين، وغيرها من التفسيرات التى تنبع عادة من على الكنبة والتى ترتبط مباشرة بثقافة صاحب التفسير. وبعيدا عن خانة المعتقد الخاصة بكل عالم من علماء «ناسا»، فإن «البرنامج الدينى» الذى شاركت فى تمويله «ناسا» كان يهدف إلى تمكين الباحثين فى العلوم الإنسانية من دراسة وفهم التطورات الكبيرة الحادثة فى علم الأحياء الفلكى Astrobiology،واستشراف آثاره على رود فعل البشرية «المؤمنة» على ما هو آت من انكشافات واكتشافات مذهلة. البرنامج الدينى الذى استمر بين عامى 2015 و2017 خلص إلى نتيجة مفادها أن المنتمين لمعتقد دينى ما غالبا سيكونون أكثر فهما وقبولا لفكرة وجود كائنات غيرهم وأشكال أخرى من الحياة غير تلك التى يعرفونها. وفى ديسمبر الماضى، وبعد انتظار دام ثلاثة عقود من قبل علماء الفلك، انطلق أكبر وأقوى تليسكوب وهو «جيمس ويب» ليقوم بعدد من مهام الرصد غير المسبوقة، وأهمها اكتشاف أغوار «الفجر الكونى» حين بدأت أولى المجرات تضىء الكون قبل نحو مليار سنة. لكن ما أتحفنا به «جيمس ويب» قبل أيام قليلة، وما يعد ثورة علمية بكل المقاييس المتخيلة وغير المتخيلة هو صور لحركة النجوم والمجرات التى تشكلت بعد «الانفجار العظيم» الذى حدث قبل نحو 13.8 مليار سنة!! وهذه مجرد البداية، فالتليسكوب يقوم بمسح الفضاء بحثا عن علامات الحياة فى الكواكب البعيدة خارج النظام الشمسى، ويرصد مكوناتها الجيولوجية. ونعود إلى هيئة العلماء التى استعانت بها «ناسا» والتى تبدأ أسباب الاستعانة بها فى التجلى شيئا فشيئا. وأقصد هنا علماء الدين، وليس العشرة آلاف عالم من جنسيات مختلفة الذين قاموا ببناء التليسكوب الأكبر والأقوى فى التاريخ. وإلى أن نحسم نحن أمرنا حول إذا ما كانت المرأة إنسانا، وحكم من انتقد رجل دين و«تطاول» عليه بسبب فتوى عن نكاح الميتين أو شرب بول الإبل، فإن آخرين فى مكان آخر يدرسون منذ سنوات رد فعل أتباع الديانات المختلفة حول طرح سؤال مثل «ما هى الحياة؟ ومتى بدأت؟ وكيف؟ وتفسير وجود كائنات أخرى وربما تكون لها حضاراتها، وهو السؤال الذى ربما يتعلق بـ«متى» وليس «إذا». فهل نحن جاهزون لذلك، أن يفضل بقاؤنا فى خانة هل نرتدى القفة أو البردعة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات حياة أخرى تداعيات حياة أخرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon