توقيت القاهرة المحلي 12:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تداعيات حياة أخرى

  مصر اليوم -

تداعيات حياة أخرى

بقلم - أمينة خيري

قبل بضع سنوات، مر خبر استعانة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بعدد من رجال الأديان ليساعدوها فى تصور كيفية رد فعل أتباع الديانات الرئيسية لاحتمالية وجود حياة «ذكية» فى كواكب أخرى حولنا مرور الكرام. فى عام 2016 اجتمع نحو 24 من علماء الأديان الأكثر انتشارا فى «مركز الاستقصاء الدينى» فى برنستون فى نيوجيرسى لمناقشة التداعيات المتعلقة باحتمالية وجود حياة على كواكب أخرى. وقتها تعامل كثيرون مع الخبر كأنه فتح دينى فى «ناسا». فبين قائل إن «ناسا» «الملحدة» تتقرب إلى الله، ومرجح بأن «ناسا» تتعامل مع علماء دين بهدف هدم الدين، وغيرها من التفسيرات التى تنبع عادة من على الكنبة والتى ترتبط مباشرة بثقافة صاحب التفسير. وبعيدا عن خانة المعتقد الخاصة بكل عالم من علماء «ناسا»، فإن «البرنامج الدينى» الذى شاركت فى تمويله «ناسا» كان يهدف إلى تمكين الباحثين فى العلوم الإنسانية من دراسة وفهم التطورات الكبيرة الحادثة فى علم الأحياء الفلكى Astrobiology،واستشراف آثاره على رود فعل البشرية «المؤمنة» على ما هو آت من انكشافات واكتشافات مذهلة. البرنامج الدينى الذى استمر بين عامى 2015 و2017 خلص إلى نتيجة مفادها أن المنتمين لمعتقد دينى ما غالبا سيكونون أكثر فهما وقبولا لفكرة وجود كائنات غيرهم وأشكال أخرى من الحياة غير تلك التى يعرفونها. وفى ديسمبر الماضى، وبعد انتظار دام ثلاثة عقود من قبل علماء الفلك، انطلق أكبر وأقوى تليسكوب وهو «جيمس ويب» ليقوم بعدد من مهام الرصد غير المسبوقة، وأهمها اكتشاف أغوار «الفجر الكونى» حين بدأت أولى المجرات تضىء الكون قبل نحو مليار سنة. لكن ما أتحفنا به «جيمس ويب» قبل أيام قليلة، وما يعد ثورة علمية بكل المقاييس المتخيلة وغير المتخيلة هو صور لحركة النجوم والمجرات التى تشكلت بعد «الانفجار العظيم» الذى حدث قبل نحو 13.8 مليار سنة!! وهذه مجرد البداية، فالتليسكوب يقوم بمسح الفضاء بحثا عن علامات الحياة فى الكواكب البعيدة خارج النظام الشمسى، ويرصد مكوناتها الجيولوجية. ونعود إلى هيئة العلماء التى استعانت بها «ناسا» والتى تبدأ أسباب الاستعانة بها فى التجلى شيئا فشيئا. وأقصد هنا علماء الدين، وليس العشرة آلاف عالم من جنسيات مختلفة الذين قاموا ببناء التليسكوب الأكبر والأقوى فى التاريخ. وإلى أن نحسم نحن أمرنا حول إذا ما كانت المرأة إنسانا، وحكم من انتقد رجل دين و«تطاول» عليه بسبب فتوى عن نكاح الميتين أو شرب بول الإبل، فإن آخرين فى مكان آخر يدرسون منذ سنوات رد فعل أتباع الديانات المختلفة حول طرح سؤال مثل «ما هى الحياة؟ ومتى بدأت؟ وكيف؟ وتفسير وجود كائنات أخرى وربما تكون لها حضاراتها، وهو السؤال الذى ربما يتعلق بـ«متى» وليس «إذا». فهل نحن جاهزون لذلك، أن يفضل بقاؤنا فى خانة هل نرتدى القفة أو البردعة؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات حياة أخرى تداعيات حياة أخرى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon