توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية دينية

  مصر اليوم -

قضية دينية

بقلم - أمينة خيري

تديين القضية لم ولن يكون حلًا، لا قضية فلسطين، ولا قضايا الفقر، ولا أي قضية. وكون إسرائيل قائمة على أساس دينى لا يعنى أن يأتى ذلك على «طبطاب» أتباع الدين السياسى. وما الدين السياسى إلا فخ ومصيدة للواقعين فيهما، ويبقى المنتصر والفائز الوحيد من لم يقع في هذا الفخ. وهذا ليس معاداة للدين، بل هو محبة واحترام له، لأن الدين باق والسياسة والساسة يذهبون ويجيئون، يفوزون ويخسرون، يتبددون في هواء الأحداث، قد يتم وصم بعضهم بأقبح الصفات، أو يذكر بعضهم بالحسنى، وهو ما لا ينبغى أن يرتبط بالدين. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ناشد «المجتمع المسيحى»- بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة- الوقوف إلى جانب إسرائيل، والتوحد معها في وجه البربرية والإرهاب، قاصدًا حماس. خسرت القضية الفلسطينية كثيرًا حين تم تصنيفها تحت بند «قضية إسلامية» وقضية المسلمين وقضية الإسلام فقط، وهو تصنيف حديث نسبيًا. تديين القضية الفلسطينية لم يفدها. فلسطين عامرة بالمقدسات الإسلامية، نعم، ولكن هذا لا يجعل من الاحتلال الغاشم قضية دينية. ففلسطين عامرة كذلك بالمقدسات المسيحية على سبيل المثال. والاحتلال الذي أتم عامه الـ 75 قضية إنسانية، وليس دينية حتى لو كان يقدم نفسه باعتباره مسألة دينية. ومنذ انجرفنا وراءه في تديين القضية، والخسارة فادحة.

صحيح أن «حماس» حركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وقائمة على منهجها وفكرها، لكن القضية الفلسطينية أكبر من الحركات، وأقدم من الفصائل، وأعمق من الكتائب، وأبقى من خلافات «فتح» و«حماس»، ودعم «حزب الله»، وضلوع الحوثى، وتبرع إيران وغيرهم. رحمة ونور على البابا شنودة الثالث الذي أصدر قرارًا بمنع مسيحيى الكنيسة الأرثوذكسية من زيارة القدس في عام 1980، وظل القرار ساريًا طيلة عهده، وظلت مقولته الشهيرة حية ترزق: «لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين». لن أجد حرجًا في قول إن أسلمة القضية الفلسطينية خسرها سياسيًا وإعلاميًا ودبلوماسيًا. بالطبع سينتفض حنجوريو هوامش القضية، ومن وقعوا في براثن الإسلام السياسى واعتبروه بديلًا عن الإسلام ليوزعوا اتهامات الخيانة والعمالة والمكايدة ومعاداة الدين وكراهية المتدينين إلى آخر القائمة المعروفة. الاحتلال هو سيطرة فعلية على أرض أجنبية من قبل قوات مسلحة معادية، وهذا تعريف مستمد من المادة 42 من لائحة لاهاى لعام 1907.

والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، وليس الاحتلال اليهودى للمسلمين، يتبع مبدأ الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان على مدار العقود. حصر الانتهاك في حيز الدين طعم التقطته الملايين، والإصرار على استدامة الطعم في طريقه لاختزال مأساة شعب ومصيبة قضية إنسانية وكارثة منظومة حقوقية إلى خناقة بين اليهود والمسلمين. القضية الفلسطينية الجارى تصفيتها تارة بشناعة إسرائيل وفظائعها بسوء نية، وأخرى بمعاول الهدم المرتدية عباءة الدين بحسن نية. وتبقى النوايا عاجزة عن إنقاذ القضية. إذا أردنا أن نواجه أصولية يهودية متطرفة بأخرى إسلامية متشددة، فلنستمر، أما إذا أردنا أن نواجه احتلالًا مقيتًا يلتحف بالدين بجبهة إنسانية حقوقية، فلنفعل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية دينية قضية دينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon