توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حلو» إفطار الأسرة المصرية

  مصر اليوم -

«حلو» إفطار الأسرة المصرية

بقلم - أمينة خيري

أجمل ما فى إفطار «الأسرة المصرية» التنوع. الحاضرون ليسوا فقط كبار رجال ونساء الدولة، لكنهم مواطنون ومواطنات يمثلون شرائح مختلفة. الحضور فى الإفطار الذى يدعو إليه الرئيس السيسى متباين، والقاعة ألوانها بألوان المجتمع. محافظات حدودية وأخرى فى قلب الدلتا وثالثة من عمق الصعيد. خلفيات اجتماعية وتعليمية واقتصادية مختلفة، والجميع يجلس حول مائدة واحدة ما يجعل الحديث بالغ الثراء والتجربة غاية فى الإمتاع. وزير سابق أو حالى، طالب جامعى، عاملة دليفرى، برلمانى، والد شهيد، ضابط جيش، صحفى، سائق تاكسى، وغيرهم، والجميع يجلس متجاورًا. كل يتحدث والجميع يستمع. وهذا لو تعلمون عظيم. فنحن على مدار عقد نعانى عرض التحدث دون الاستماع. لا نتحدث إلا مع من يشبهنا أو من يتطابق معنا فى أفكارنا وتوجهاتنا. هذا حديث مريح، لكنه قاتل. فسمة الأوطان الاختلاف والتباين. والأوطان التى تعمل من أجل استنساخ مواطنين صورة طبق الأصل من بعضهم البعض أوطان ماسخة باهتة لا طعم لها، والأهم والأفدح من ذلك أنها تتحول إلى أوطان هشة لا تصمد فى وجه العواصف. وتجعل هذه التركيبة المصطنعة الأوطان أكثر قابلية للتحلل والتفتت. ويستوى فى ذلك الدول الشيوعية التى حاولت أن تجعل من المواطنين جميعًا طبقة واحدة وتعليمًا واحدًا فى بيوت متطابقة وملابس متشابهة، وكذلك الدول الدينية التى تقوم على تطابق المواطنين فى العقيدة ونوع التدين وشكل الملابس وطبيعة الطقوس وطريقة أدائها ورفض كل آخر.
الاختلاف نعمة وعدم التطابق بركة كبيرة. هذا العام، إفطار «الأسرة المصرية» صار أكثر تنوعًا. ولأن سنة الحياة هى الاختلاف لا فى الشكل واللون والنوع والعقيدة فقط، بل تمتد إلى الاختلاف فى التوجهات السياسية والأيديولوجيات والانتماءات الفكرية، فإن الحضور اللافت لعدد من الرموز السياسية المعارضة التى انزوت أو توارت بعيدًا عن الأنظار لأسباب مختلفة فى السنوات القليلة الماضية هو عودة للطبيعة واستعادة لعافية مصر التعددية. الرئيس السيسى فى كلمته عقب الإفطار تطرق إلى العديد من القضايا الملحة، سواء عن الوضع الاقتصادى، أو ما وصلنا إليه على صعيد مواجهة الإرهاب وتطويقه والقضاء عليه، أو التذكرة بما جرى فى الماضى القريب عقب أحداث يناير 2011 وما أدت إليه من وصول الإخوان لكرسى الحكم، وغير ذلك. كما تلا على الحاضرين سلسلة من القرارات المهمة أتوقف عند ما يتعلق بـ«التعددية السياسية» فيها. بدء حوار سياسى مع الأطياف المختلفة يعنى أن هناك نية لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، وهذا ما تستحقه مصر بالفعل. كما أن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتوسيع قاعدة عملها خطوة عظيمة. وما قاله الرئيس عن سعادته بالإفراج عن دفعات من «أبناء مصر» فى الأيام الماضية، وأن الوطن يتسع للجميع، وأن «الاختلاف فى الرأى لا يُفسد للوطن قضية» كان عن حق «طبق الحلو» فى إفطار الأسرة المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حلو» إفطار الأسرة المصرية «حلو» إفطار الأسرة المصرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon