توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حلو» إفطار الأسرة المصرية

  مصر اليوم -

«حلو» إفطار الأسرة المصرية

بقلم - أمينة خيري

أجمل ما فى إفطار «الأسرة المصرية» التنوع. الحاضرون ليسوا فقط كبار رجال ونساء الدولة، لكنهم مواطنون ومواطنات يمثلون شرائح مختلفة. الحضور فى الإفطار الذى يدعو إليه الرئيس السيسى متباين، والقاعة ألوانها بألوان المجتمع. محافظات حدودية وأخرى فى قلب الدلتا وثالثة من عمق الصعيد. خلفيات اجتماعية وتعليمية واقتصادية مختلفة، والجميع يجلس حول مائدة واحدة ما يجعل الحديث بالغ الثراء والتجربة غاية فى الإمتاع. وزير سابق أو حالى، طالب جامعى، عاملة دليفرى، برلمانى، والد شهيد، ضابط جيش، صحفى، سائق تاكسى، وغيرهم، والجميع يجلس متجاورًا. كل يتحدث والجميع يستمع. وهذا لو تعلمون عظيم. فنحن على مدار عقد نعانى عرض التحدث دون الاستماع. لا نتحدث إلا مع من يشبهنا أو من يتطابق معنا فى أفكارنا وتوجهاتنا. هذا حديث مريح، لكنه قاتل. فسمة الأوطان الاختلاف والتباين. والأوطان التى تعمل من أجل استنساخ مواطنين صورة طبق الأصل من بعضهم البعض أوطان ماسخة باهتة لا طعم لها، والأهم والأفدح من ذلك أنها تتحول إلى أوطان هشة لا تصمد فى وجه العواصف. وتجعل هذه التركيبة المصطنعة الأوطان أكثر قابلية للتحلل والتفتت. ويستوى فى ذلك الدول الشيوعية التى حاولت أن تجعل من المواطنين جميعًا طبقة واحدة وتعليمًا واحدًا فى بيوت متطابقة وملابس متشابهة، وكذلك الدول الدينية التى تقوم على تطابق المواطنين فى العقيدة ونوع التدين وشكل الملابس وطبيعة الطقوس وطريقة أدائها ورفض كل آخر.
الاختلاف نعمة وعدم التطابق بركة كبيرة. هذا العام، إفطار «الأسرة المصرية» صار أكثر تنوعًا. ولأن سنة الحياة هى الاختلاف لا فى الشكل واللون والنوع والعقيدة فقط، بل تمتد إلى الاختلاف فى التوجهات السياسية والأيديولوجيات والانتماءات الفكرية، فإن الحضور اللافت لعدد من الرموز السياسية المعارضة التى انزوت أو توارت بعيدًا عن الأنظار لأسباب مختلفة فى السنوات القليلة الماضية هو عودة للطبيعة واستعادة لعافية مصر التعددية. الرئيس السيسى فى كلمته عقب الإفطار تطرق إلى العديد من القضايا الملحة، سواء عن الوضع الاقتصادى، أو ما وصلنا إليه على صعيد مواجهة الإرهاب وتطويقه والقضاء عليه، أو التذكرة بما جرى فى الماضى القريب عقب أحداث يناير 2011 وما أدت إليه من وصول الإخوان لكرسى الحكم، وغير ذلك. كما تلا على الحاضرين سلسلة من القرارات المهمة أتوقف عند ما يتعلق بـ«التعددية السياسية» فيها. بدء حوار سياسى مع الأطياف المختلفة يعنى أن هناك نية لتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، وهذا ما تستحقه مصر بالفعل. كما أن إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتوسيع قاعدة عملها خطوة عظيمة. وما قاله الرئيس عن سعادته بالإفراج عن دفعات من «أبناء مصر» فى الأيام الماضية، وأن الوطن يتسع للجميع، وأن «الاختلاف فى الرأى لا يُفسد للوطن قضية» كان عن حق «طبق الحلو» فى إفطار الأسرة المصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حلو» إفطار الأسرة المصرية «حلو» إفطار الأسرة المصرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon