توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حل القطاعين؟!

  مصر اليوم -

حل القطاعين

بقلم - أمينة خيري

من المبكر جدًا التكهن بما ستؤول إليه أحوال غزة وأهلها. فالضغوط هائلة، والأطراف متعددة، والمسألة لم تعد مجرد حركات مسلحة فى مواجهة إسرائيل، أو حتى حركات مسلحة فى مواجهة إسرائيل على حلبة أهل غزة.. بل أضحت قوى العالم العظمى المتناحرة فيما بينها، وغيرها من دول العالم المختلفة شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، ومصالح يمينًا ويسارًا، وتحالفات بعضها آخذ فى التجذر وغيرها يجرى تشكيله، ودول كانت تعمل من خلف الستار، فإذا هى تلعب على خشبة المسرح، و«أحزاب» دينية وعسكرية هى دول فى داخل الدول، وأخرى يمينية متطرفة، وثالثة يسارية لا حول لها أو قوة إلا التظاهر والتنديد، ومنظمات أممية تجاهر بكلمة الحق ولكنها هى الأخرى قليلة الحيلة مهيضة الجناح لا تملك إلا أقل القليل من أمرها، وحتى هذا «أقل القليل» هى عاجزة عن تفعيله، وجبهة عربية ظاهرها وحدة وهِمّة وعزيمة لكنها تظل فى نهاية الأمر دولًا لكل منها خصوصية وتاريخ وجغرافيا وقرارات اختارتها وتحالفات أسستها وأيديولوجيات اعتنقتها. وفى القلب من كل ذلك مدنيون عُزّل نراهم كل ليلة على الشاشات، بينما تسفك دماؤهم وتُدك بيوتهم وتشرد أسرهم، وقد ملّوا الاستغاثة أو ربما لا يجدون وقتًا كافيًا لها، بينما ينبشون بحثًا عن الأهل والجيران تحت الأنقاض. ونتابع كذلك كبار رجال الدول الغربية يجيئون ويروحون، يخبروننا ببعض مما جرى خلف الأبواب المغلقة، لكنها تظل أبوابًا مغلقة لا نعلم عما يجرى خلفها إلا الفتات. وما يتم الكشف عنه هذه الآونة من قبل مؤسسات إعلامية غربية يتم مدها بوثائق سرية جرى تداولها قبل عقود، وبعضها أكثر حداثة، عن مخططات جرى سنها قبل أعوام لتهجير أهل غزة إلى سيناء، وسبحان الله، يجرى «تسريبها» الآن.

عمومًا، ليس هذا موضوع هذه السطور، ولكن أعود إلى التكهن، فهو كل ما نملكه الآن، بالإضافة إلى الجهود المبذولة على الأرض، سواء من حيث التفاوض السياسى أو الضغط الدبلوماسى أو تقديم الدعم والتعبير عن الغضب. فى ضوء ما يجرى على الأرض، بالإضافة إلى آلة القتل والدك الشعواء، ربما يشى بـ«حل القطاعين» لا حل الدولتين. أتمنى أن أكون مخطئة.. لكن هل تهدف إسرائيل إلى تقسيم القطاع إلى جزءين تقسيمًا مستدامًا، وليس فقط ضمن خطتها العسكرية تهجير الجميع إلى الجنوب، ومن ثم دك الشمال وتسويته بالأرض، وكذلك ما تحت الأرض، ثم اعتماد مبدأ التسويف والتأجيل، وإعادة بناء الشمال بشكل ما، بحيث لا ينتمى للجنوب.. وفى تلك الأثناء، يترك أهل غزة المكتظون فى الجنوب يدبرون حالهم بشكل أو بآخر. فى تلك الأثناء، يتم شغل العالم وتخديره بحديث عن معونات غربية هائلة لغزة، ومفاوضات حل الدولتين، ورحلات مكوكية لتبادل وجهات النظر، ناهيك عن ضربة من هنا ورشقات من هناك لتشتيت الانتباه تارة، وإعطاء المبرر لإسرائيل بالمضى قدمًا فيما تفعله تارة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل القطاعين حل القطاعين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon