توقيت القاهرة المحلي 16:56:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واقع الإعلام ومستقبله

  مصر اليوم -

واقع الإعلام ومستقبله

بقلم - أمينة خيري

المشكلات الكبيرة والفوضى الواضحة وخطاب الكراهية وعوامل التحريض التي يموج بها الكثير من وسائل الإعلام فرضت نفسها على برنامج منتدى الإعلام العربى في دورته الـ18 المنعقدة حاليًا في دبى.

لم يعد الأمر منافسة بفعل التليفزيون الذي يهدد الصحافة المكتوبة، ولم يعد الوضع فضائيات متكاثرة تهدد قنوات التليفزيون الرسمية، التي طالما انفردت بعرش الإعلام المرئى، بل إن المسألة تعدت صرعة الـ«سوشيال ميديا» وهوجة التيه بما تقدمه والاندهاش لما تصنع، حتى مشاعر الضغينة- التي ألَمّت بقلوب الإعلاميين في الوسائل التقليدية من صحفيين ومذيعين نتيجة هجمة شرسة من الـInfluencers، الذين يسطع نجمهم بين ليلة وضحاها- لم تعد الهَمّ الأوحد.

فمستقبل الإعلام برمته والقائمين عليه من البشر في مهَبّ الريح. رئيسة نادى دبى للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربى، السيدة منى المرى، تقول إنه بات لدينا قارئ نشرة روبوت. وبينما هي تمهد لمحتوى المنتدى في دورته الحالية- والذى يبدو من عناوينه أنه يبذل جهدًا للتعامل مع الأزمة، أو بالأحرى الأزمات التي تحيق به- يطّلع الحاضرون على الروبوتات المجاورة، ويشاهدون ما أنجزته وكالات أنباء في مجال استبدال الأخبار الصحفية التي ينتجها بشر بأخرى تجهزها آلات. وفى الوقت نفسه، تموج قنوات على الشاشات بخطابات مختلفة، ربما يكون بعضها صادقًا، لكن الكثير منها مفبرك أو ملتوٍ أو يكتفى بنصف الحقيقة، والأدهى من ذلك أن الكثير منها مفعم بخطاب كراهية يتحول بعضها إلى تحريض صريح.

صراحة العنوان المتسائل عما إذا كانت العلاقة بين الإعلام والسياسة تكاملية أم تنافسية تعكس أزمة تحوُّل الإعلاميين إلى سياسيين، والسياسيين إلى إعلاميين، و«الخلطبيطة» غير الحميدة الناتجة، التي تصب يوميًا في غير صالح المتلقى. مستقبل الصحف مع وضع علامة استفهام، ومستقبل التليفزيون مع وضع علامة تعجب، وكيفية بناء المجتمعات عبر الفيديو و«مجموعات» واتس آب والتفاعل مع جمهورك الشخصى عبر «فيسبوك». بالطبع، الحديث عن بناء تحالف لمواجهة الأخبار الكاذبة والمفبركة جميل، لكن يظل بعيدًا وعصيًّا على التفعيل. الطريف أن السؤال عن شكل ومحتوى الإعلام العربى المأمول عاد ليطرح نفسه، بعدما ظن كثيرون أن المتلقى العربى بات يعرف ما يريد، وصانع الإعلام العربى توصل إلى معادلة ترضى الغالبية.

الغالبية من المشاركين في منتدى الإعلام العربى تعرف أن الفعاليات تعكس هذا العام إعلام الأزمة أو أزمة الإعلام، التي تعرى أزمة السياسة، وأزمة الاقتصاد، وأزمة بناء الإنسان العربى الذي يجد نفسه ممزقًا بين إعلام حكومى فاقد المصداقية، وخاص فاقد الأهلية، وغير تقليدى فاقد المهنية وخالق فتنة حينًا وكراهية حينًا وشعورًا كاذبًا بالحرية دائمًا.

في كل عام، يثبت منتدى الإعلام العربى في دبى أنه نبض المهنة ومقياس الأزمة وضوء انفراجها.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واقع الإعلام ومستقبله واقع الإعلام ومستقبله



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon