توقيت القاهرة المحلي 07:23:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنف الكومباوند والحارة

  مصر اليوم -

عنف الكومباوند والحارة

بقلم - أمينة خيري

عودة للحديث عن العنف فى الشارع والبيت والكومباوند والحارة وعلى البلاج وبين أبناء الناس إللى فوق وإللى تحت الواضح. ولأن مظاهره فى أغلبها نمت بشكل هادئ وتسلل إلى الجموع دون أن تعى بأن تغييرًا جذريًا يحدث فى تركيبتها، وحيث إن «السنتر» بات هو المربى وليس المدرسة، ولأن المعلم لم تعد التربية والتنشئة ضمن مهام وظيفته، لا سيما أن المعلمين فى عمر الثلاثينيات هم أنفسهم تربوا فى كنف السنتر، وحيث إن قاعدة عريضة من الأهل هى نتاج تديين السبعينيات والثمانينيات والذى يعنيه أن الابن العزيز يصلى ويصوم وأن الابنة الحبيبة ارتدت الطرحة منذ نعومة أظافرها ولا تقول «صباح الخير» ولا تنطق إلا بـ«السلام عليكم» وتنادى والدتها بـ«أمى» وليس «ماما» والعياذ بالله، ولأن هذه الأسر أزاحت تمامًا المكون الأخلاقى والسلوكى فى تفاصيل الحياة اليومية طالما بند العبادات تم استيفاؤه وقاموس المفردات أصبح كله دينيًا وليس علمانيًا (والعياذ بالله)، فاعتقدت أن الأولاد والبنات «ونعم التربية»، وحيث إن النسبة الأكبر من مظاهر الاعتداء على حقوق الآخرين وعلى الملكية العامة أصبحت تفاصيل معتادة لا تستوقف أحدًا؛ بدءًا من صاحب العمارة الذى يقرر أن يزرع الرصيف المخصص للمارة، معتبرًا أن اعتداءه «الأخضر» خدمة إنسانية جليلة يؤديها للسكان وللدولة، مرورًا بعشوائية الكلاكسات التى تعتبرها الغالبية حرية شخصية، وانتهاء بفوضى السير العكسى والجنونى وتوقيف المركبات أينما أراد صاحبها وتحميل الركاب فى مطالع الكبارى ومنازلها تحت شعار «بناكل عيش»، وحيث إن كل ما سبق وغيره كثير بات «عادى وإيه المشكلة يعنى؟!»،

فقد تحول ما يسميه علماء الاجتماع والنفس عنفًا إلى أسلوب حياة أو أكل عيش أو طبيعة. والسكوت على هذا النوع المتنامى بهدوء والمتغلغل بثبات والمقبول مجتمعيًا بامتياز، لا يسفر إلا عن المزيد من العنف ويؤدى إلى المزيد من التعايش اللذيذ معه؛ إذ لا يصبح أسلوب حياة لا يستدعى تدخلًا أو يسترعى انتباهًا. أما العلاجات القليلة التى يتم طرحها بين الحين والآخر، فهى أشبه بتسكين آلام السرطان بقرص أسبرين. يتحرشون بالإناث فى الشارع، حيث المتحرش قد يكون طفلًا فى العاشرة أو شابًا فى العشرين أو كهلًا فى الخمسين، فيكون الحل دفع الأنثى إلى ارتداء المزيد من الطبقات و«الطبطبة» على المتحرش المسكين مسلوب الإرادة، لأنه ليس إلا مجموعة هرمونات وشهوات غير خاضعة للتهذيب أو السيطرة. يسيرون عكس الاتجاه وبسرعات جنونية، فيُقتل من يُقتل ويُصاب من يُصاب، فنوجه مناشدة لقائدى السيارات التزام القواعد المرورية التى يجهلها من الأصل، حيث الحصول على رخصة القيادة لا يتطلب صحة نفسية ومعرفة شاملة بقواعد القيادة وليس الضغط على البنزين فقط، ثم نصدر قرارات بصرف 20 ألف جنيه لأسرة المتوفى وخمسة للمصاب. علاج العنف المتصاعد- لفظيًا وسلوكيًا وفكريًا- يحتاج علاج جذور بدلًا من تبادل الاتهامات والبحث عن أيهما أعلى: عنف الكومباوند أم عنف الحارة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف الكومباوند والحارة عنف الكومباوند والحارة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon