توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منع النقاب المدرسي

  مصر اليوم -

منع النقاب المدرسي

بقلم - أمينة خيري

أصدر وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى (هذا هو اسم الوزارة، حيث التعليم الفنى لا يقل أهمية عن التربية والتعليم) المحترم الدكتور رضا حجازى قبل أيام قرارًا تناقله الإعلام باعتباره «منع النقاب في المدارس». لكن القرار أكثر من ذلك، وحمل في نصه قدرًا «تربويًا» لا يستهان به. فجاء ضمن القرار مثلًا ضوابط ارتداء الحجاب، ومنها علم ولى الأمر، وأن تختاره الطالبة دون إجبار أو ضغط.

وجميعنا يعلم أن غطاء الرأس أصبح في أغلب الأحوال تطورًا طبيعيًا للطفلة. تخرج من مرحلة عمرية إلى أخرى فترتدى «طرحة» دون إجبار أو ضغط، فهو أشبه بالتطور الطبيعى. لم يعد قرارًا يتم اتخاذه، أو فكرة تختمر ويتم اتخاذ قرار في شأنها. ليس هذا فقط، بل هناك أعداد متزايدة من الطفلات مرتديات الطرحة لم تتجاوز أعمارهن سن السابعة. ولن أخوض هنا في «الطرحة» التي تغطى ملايين الرؤوس دون أن تعكس بالضرورة فكرًا أو سلوكًا أو تصرفات أو أخلاقيات معينة، أو حتى تواؤم الطرحة مع بقية الملابس التي ترتديها صاحبتها. ليس هذا مجالنا الآن. إذن مسألة الإجبار والضغط ليست معضلة على ما أعتقد لأن أزياء بعينها توطنت في مصر منذ سبعينيات القرن العشرين، ولم تعد مناقشتها أمرًا يُسمَح به.

وأغلبنا أيضًا يعلم أن نسبة كبيرة جدًا من المدارس، لا سيما الحكومية، في قلب القاهرة الكبرى وليس في الأقاليم أو القرى النائية تفرض ارتداء الطرحة على الطالبات بدءًا من المرحلة الإعدادية على الأقل، وهو فرض يستحيل إثباته أو توثيقه، حيث تُسأل غير ذات الطرحة من قبل عاملة أو معلمة أو إدارية عن ديانتها، وإن قالت مسلمة فالضغط يكون نفسيًا ترغيبًا أو ترهيبًا، لا يهم، لأنه شفهى ويتم إنكاره ونفيه من قبل كل من الشخص الذي يمارسه، وكذلك الطالبة نفسها وأهلها؛ لأنه بات ضغطًا عاديًا ومتوقعًا لكونه شفهيًا وغير قابل للتوثيق إلا فيما ندر، ومن ثم مقبولًا ومستساغًا وعاديًا.

أما فيما يختص بالنقاب، فإن القرار بالفعل بالغ الأهمية، إن لم يكن من حيث التنفيذ والتطبيق، فلأنه من الأمارات التي تقول إن مؤسسات الدولة ربما تكون قادرة على حسم مدنية الدولة. وبعيدًا عن قفز القفازين، وهجوم الهجامين والولولة على من يمنع النقاب والقول بأن منع النقاب يعنى تعميم البكينى وكل هذا الهراء، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الموكل إليه أو إليها تطبيق قرار كهذا يمكن أن يطبقه فعليًا إن كان هو نفسه من أشد المؤيدين لعدم تطبيقه؟. بمعنى آخر، ما نوع «المنع» الذي ستقوم به المعلمة المنقبة للطالبة المنقبة؟. أخيرًا، وليس آخرًا، النقاب وغيره من الأزياء قد يعكس فكرًا معطوبًا أو تطرفًا أو غير ذلك. ونظرة سريعة إلى الشارع تتيح لنا تكوين رؤية عن التيارات «الشعبية» السائدة لمن يرغب في الفهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منع النقاب المدرسي منع النقاب المدرسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon