توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الماميز» والتعليم

  مصر اليوم -

«الماميز» والتعليم

بقلم - أمينة خيري

هالنى ما قرأت من أمنيات الـ«ماميز» وغيرهن فيما يختص بالتعليم ومطالبهن لوزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الجديد الدكتور رضا حجازى.

ملخص المطالب والأمنيات هو العودة إلى نظام التعليم كما كان، حيث الكتب والمناهج وإلغاء الـ«تابلت» هذا البعبع الرهيب الذى نال من عبقرية الأولاد وهدم البيوت المصرية، وكاد يعرض أمن الوطن والمواطنين لأخطار داهمة لاستحالة التعامل مع هذا الجهاز (التابلت) والعودة إلى زمن التعليم الحقيقى حيث الأولاد يحفظون المنهج ويسكبونه على ورقة الامتحان، وكلما زادت شطارتهم كانوا أقرب إلى «تقفيل» الامتحان وإحراز الدرجات النهائية التى تؤهلهم للالتحاق بكليات «القمة» حلم الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران.

وتعالت مطالب عودة أسئلة الامتحان لتكون من داخل المنهج، وليست تلك الأسئلة العجيبة الغريبة التى تدفع (أستغفر الله العظيم يارب) الأولاد للتفكير والعياذ بالله! عبر الأهل عن رغبة فى العودة إلى نظام التعليم الذى لم تشوبه شائبة وكان الأروع فى تاريخ الأمم حيث الأولاد يتدربون على الأسئلة النموذجية، ويحفظون الإجابات النموذجية، ويحصلون على الدرجات النموذجية، ويلتحقون بالكليات النموذجية. لكن سلسلة الأحلام «النموذجية» تتوقف عند هذا الحد، حيث تصوراتهم للأعمال والوظائف النموذجية فى سوق العمل النموذجية لم أجد لها أثرا فى مطالبهم وأمنياتهم.

لم أجد أثرا لحقائق مفادها إن ملايين الوظائف التى نعتبرها اليوم «وظائف نموذجية» حصل العاملون بها على شهادات «نموذجية» بعد خوضهم نظام التعليم «النموذجى» القائم على التدريب على أسئلة «نموذجية» وحفظ الإجابات «النموذجية» وسكبها على ورقة الامتحان فى تركيبة «نموذجية» ستختفى كلية، لا بعد نصف قرن أو ربع، لكن بعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال. المحاسب ومدخل البيانات والموظف الإدارى والمراجع ومسؤول المخازن وغيرها مهن لن تكون موجودة بعد أعوام قليلة.

الأهل لم يدركوا بعد أن المنطقة العربية تحتل المرتبة رقم واحد فى نسبة البطالة الأعلى والأسرع نموا فى بطالة الشباب فى الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً، بحسب تقرير صادر عن «منظمة العمل الدولية». والتوقعات تسير نحو الأسوأ. لماذا؟ لأسباب عدة، أبسطها أننا نضخ أعدادا مهولة من الشباب فى سوق العمل كل عام، لأننا ننجب بلا هوادة، وطبعا مصر على رأس دول الإنجاب السريع.

ولأن نظام التعليم الذى تحلم به الـ«ماميز» لا يؤهل الأبناء والبنات الخريجين للعمل فى سوق العمل المستقبلية القائمة على الاقتصادات الملونة: الأخضر الهادف إلى الحد من المخاطر البيئية والقائم على التنمية المستدامة، والأزرق القائم على الاستخدام المستدام لموارد البحار، والبرتقالى المعتمد على المنتج الإبداعى وإعمال عقل وملكات الفكر ومهارات الابتكار. وبمناسبة الإبداع قرأت محادثة هذا نصها: «التعليم باظ الكام سنة اللى فاتوا. العيال بطلت تحفظ المنهج. وبنك المعرفة الوهمى وكلام فاضى». «الحفظ مش تعليم. وبنك المعرفة مصدر للمعلومات وتحفيز للتفكير النقدى. حضرتك دخلتيه قبل كده؟» «لا طبعا، وأدخله ليه أصلاً؟!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الماميز» والتعليم «الماميز» والتعليم



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon