توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلامة الرقمية واعتذار مارك

  مصر اليوم -

السلامة الرقمية واعتذار مارك

بقلم - أمينة خيري

في البدء كان الانبهار، ثم توسعت الاستخدامات وتشعبت الغايات، وحالياً مرحلة من مراحل المراجعة وربما قدراً من المحاسبة.

قبل أيام، وقف مؤسس «فيسبوك»، رئيس «ميتا» حالياً مارك زوكربيرغ، هذه الشخصية الأسطورية بمقاييس العصر المادية والثقافية والاجتماعية وما يتصل بها من عوامل سياسية، ليعتذر أمام الكونغرس الأمريكي عما تسببت به منصات التواصل الاجتماعي من أضرار جسيمة أدت إلى وقوع ضحايا.

الضحايا – موضوع الجلسة - هم الشباب والمراهقون الذين تعرضوا لأهوال الاستغلال الجسدي أو النفسي على هذه المنصات، ومنهم من انتهى به الحال إلى الانتحار. لماذا؟

لأن منصات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» أو «ميتا» و«إكس» (تويتر) و«تيك توك» و«سناب تشات» وغيرها لم توفر الحماية اللازمة والتي كانت كفيلة بإنقاذ أولئك الضحايا.

زوكربيرغ اعتذر وقال كلاماً مؤثراً أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي. الاعتذار في حد ذاته أداة نفسية وإنسانية بالغة التأثير، لا سيما حين يأتي من شخصيات ذات حيثية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وفي العصر الرقمي، تنضم الشخصيات المالكة والمؤثرة في منصات التواصل الاجتماعي وأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى القائمة.

زوكربيرغ قال عبارات موجهة لأسر ضحايا الـ«سوشيال ميديا» مثل «آسف لما مررتم به» و«لا ينبغي أن يمر أحد بما مرت به عائلاتكم».

وبحسب وكالة أسوسيتد برس في تقريرها عن جلسة الاعتذار، «ثم عاد (زوكربيرج) إلى وضعية الشركات الكبرى Corporate mode متحدثاً عن استثمارات «ميتا» المستمرة في الجهود المبذولة على مستوى صناعة المنصات من أجل حماية الأطفال».

زوكربيرج ليس شخصية أسطورية فقط بسبب مبتكره الفريد «فيسبوك»، هذه المنصة التي فتحت أبواب السوشيال ميديا وهيمنتها على حياة سكان الأرض على مصاريعها، وإنما لأنه أيضا ضمن أغنى سكان الأرض، كما أن «ميتا» حققت 14 مليار دولار أرباحاً، وهو ما جاء أعلى من المتوقع في الربع الأخير من العام الماضي، وأيضاً لأن له سجلاً حافلاً من الاعتذارات العلنية.

والتي تأتي غالباً في أعقاب مصائب كبرى أو حوادث فادحة. كما أنها تقوم في الوقت نفسه بدور لا يمكن إنكاره في تهدئة أو تسكين أو تخدير الغضب الشعبي، وهو ما يضمن لهذه المنصات في كل مرة قدراً معقولاً من النجاة.

 ولا شك أن زوكربيرج سينجو على الأرجح هذه المرة أيضاً بأقل خسائر ممكنة، على الرغم من فداحة ما قاله له وأقرانه من أصحاب المنصات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من أن أياديهم «ملطخة بالدماء عبر توفير منتج يقتل الناس، وإن كان قد استهل كلامه بـ«أدرك إنكم لا تقصدون ذلك»!

وبعيداً عن القصد من عدمه، وفي شأن النجاة من المخاطر أو الأضرار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، شأنها شأن أي سلعة أو ابتكار أو أداة قد تسفر عن حوادث أو أضرار حال سوء الاستخدام، فقد ثبت بالحجة والبرهان أن النجاة الحقيقية تكمن في وعي المستخدم (وذويه حال كان طفلاً)، وفي قواعد التنشئة.

وكذلك استمرارية الحوار الهادئ في الأسرة، وتحديث المعلومات والمعرفة حول التهديدات الرقمية المتطورة بالقدر نفسه الذي تتطور به المنصات والتطبيقات والأدوات.

وهنا ينبغي الإشارة إلى الدور الريادي والاستشرافي الذي تلعبه الإمارات في هذا الشأن بالغ الأهمية والذي يمس جميع العائلات. جهود وخطوات عدة تتخذ على هذا الصعيد.

وأذكر أن مبادرة «السلامة الرقمية للطفل»، والتي تهدف إلى توعية الأطفال والمراهقين، وكذلك الأهل والمعلمين بالتحديات الكامنة في العوالم الرقمية وسبل مواجهتها لطالما شكلت نموذجاً يحتذى.

المبادرة لا تعتمد فقط على شرح التحديات أو التحذير منها، كما لا تعمد إلى أسلحة المنع والحجب التي عادة يكون لها بدلاً من المخرج الواحد مخارج عدة، بل تقدم وصفة شاملة للنجاة.

تشتمل الوصفة على شرح مبسط لأسس استخدام الإنترنت والمنصات، وكيفية التصرف إزاء الأخطار المحتملة، وتدريب الصغار على الاستخدام الآمن.

سيبقى العالم في ظل العصر الرقمي في صراع بين خير المنصات وشرورها، والبقاء للأكثر وعياً واستعداداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلامة الرقمية واعتذار مارك السلامة الرقمية واعتذار مارك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon