توقيت القاهرة المحلي 15:41:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بحبحة» لا تضر لكن تنفع

  مصر اليوم -

«بحبحة» لا تضر لكن تنفع

بقلم : أمينة خيري

قليل من «البحبحة» لا تضر بل تنفع. وبعض من التغريد خارج السرب يفيد ولا يقتل. وهامش أرحب من الكلام فى مسار غير المسار السائد لا يعنى بطرًا أو خيانة أو نكرانًا للإيجابيات أو إنكارًا للإنجازات، بقدر ما يعنى تنفيسًا وتعبيرًا، بل ضخ فيتامينات من شأنها أن تقوى ولا تضعف وحتى لو لم تفد فهى حتمًا لن تؤذى، وإن كانت الفائدة شبه مضمونة.
أنظمة الحكم الناجحة تأتى بشهادة ضمان. والبند الأول فى هذه الشهادة هو هامش الاختلاف وحرية التعبير والقدرة على الانتقاد فى حدود القانون وليس بحسب قواعد الهبد أو أهواء الرزع، بما فى ذلك ما تعلمته الغالبية على مدار عقد مضى من غش الإخوان وخداع أبناء عمومهم من الجماعات والأحزاب الدينية ونفاق أنصارهم فى الداخل وغدر داعميهم فى الخارج. إذًا قليل من البحبحة لن يضر.

الأوضاع الاقتصادية بالغة الصعوبة، تحتاج صمام أمان، أى قدرة على التنفيس، أى مجال للتعبير عن الضغط، أى مساحة لفش الخلق. وعلى الرغم من سعة صدر منصات السوشيال ميديا، وهو الاتساع الذى يزيد أحيانًا على اللزوم، ولا سيما أنه يحتضن الصالح والطالح، العالم والجاهل، الساذج والخبيث.. إلا أن إتاحة هامش للبحبحة على شاشة التلفزيون أو مقالات وأعمدة صحفية أو برنامج إذاعى أو كل ما سبق يجعل للبحبحة مذاقًا مختلفًا، يكسبها رونقًا إضافيًا، ويصقلها ويصقل المجال العام والبيئة المحيطة وسائر المجتمع بطبقة ذهبية من الحرية والبراح الفكرى.

هذه الإتاحة تضرب «عشروميت» عصفورًا بحجر واحد. فهى تخبر المواطن أن من حقه أن يسمع شكواه وأنينه على المنصات العامة التقليدية التى مازالت تحظى باليد العليا (نسبيًا) فى عالم الإعلام والاتصال. كما أنها عادة لا تكتفى بسماع الأنين، لكنها تقدم ضمادات بها توليفة من المسكنات تتراوح بين الشرح والتفسير والتحليل من جهة، وبين استشراف المستقبل بناء على معلومات وخبرة فى القضية موضوع الحوار من جهة أخرى.

كما أن الإتاحة لها قوة امتصاص فولاذية، حيث جزء من العلاج يكمن فى البوح، شأنه شأن العلاج النفسى.. البوح بالمشكلة، والبوح بالأعراض، والبوح بالمخاوف، والبوح بالمشاعر.. والبوح المنظم على منصات الإعلام التقليدى يختلف عنه على منصات الهبد الحديث.. لماذا؟ لأنه يظل يتمتع بقدر ولو بسيط من القدرة على التنظيم ولا أقول التقييد.

والتقيد المفرط بنبرة واحدة ونغمة واحدة وإيقاع واحد مهما بلغت من صدق وروعة وإبهار تفقد بريقها بعد فترة وإن طالت. الإنسان بفطرته يحب التنوع ويميل إلى الألوان المختلفة. الأسود طيلة الوقت مهما كان وقورًا يُميت، والأبيض طيلة الوقت مهما كان ملائكيًا يُمِل.

ولا أعتقد أن «بحبحة» المجال بعض الشىء لأصوات تغرد خارج السرب فيها أزمة أو تؤدى إلى كارثة. والرئيس السيسى نفسه يغرد خارج سرب المهيمنين على الخطاب الدينى الرجعى مثلًا.. فلماذا لا نقتدى به؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بحبحة» لا تضر لكن تنفع «بحبحة» لا تضر لكن تنفع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon