بقلم : أمينة خيري
المقارنة البسيطة بين وزير الرى محمد عبدالعاطى ومحافظ الدقهلية أيمن مختار تكشف الفارق الكبير بين الاثنين.. المحافظ لا يلتزم بالتعليمات والإجراءات الاحترازية رغم أنه يتحدث عنها مع سكان المحافظة.. والوزير يطبق على نفسه الإجراءات الاحترازية، فيعقم مكتبه ويضع نفسه فى الحجر المنزلى 14 يوماً.. بينما المحافظ لا ينفذ اى شىء من التعليمات، فلا يعزل نفسه رغم ثبوت الإصابة ولم يجلس فى بيته ولم يتوقف عن زيارة زملائه.. فكيف يرفع المحافظ وعى المواطن وفاقد الشىء لا يعطيه؟
طبقاً للتعليمات التى تم تعميمها على مدى أسابيع لمصابى كورونا، فإن المحافظ لم ينفذ منها شيئاً وهو المحافظ الشاب المتعلم، مع أنه منوط به أن يكون «قدوة» وأن يقدم «النموذج»، وأن يطالب برفع منسوب الوعى لدى المواطن.. نحن أمام حالة مثيرة.. المحافظ نفسه لا ينفذ التعليمات ولا يأخذ بها ولا يلقى لها بالاً.. وقد كنت رحيماً به أمس، حتى اكتشفت أنه لا يعرف الأبجديات التى كتبت عنها.. وذهب إلى وزير الرى لنعرف أن الوزير وضع نفسه فى الحجر الصحى 14 يوماً، وأمر بتعقيم مكتبه ومبنى الوزارة كله!.
اليوم حدثت مشكلة جديدة بسبب استمرار المحافظ فى العمل والخروج من المنزل، فقد أصيبت زوجة سيادة المحافظ بكورونا، لأنها أكثر من يخالطه، وتبين أنه نقل العدوى لأسرته أيضاً.. وتبين أن والدته وابنته حققتا نتائج سلبية.. كما أنه نقل زوجته المصابة إلى استراحته فى سيارة ملاكى!.
وكان الأولى أن يطلب لها سيارة الإسعاف لاتخاذ الإجراءات الاحترازية بدلاً من إصابة السائق، وكل من يركب السيارة بعدها!.. فهل نحتاج إلى تعليم المحافظ من جديد أساليب الوقاية.. وهل يحتاج لأن نعلمه كيف يرفع منسوب الوعى؟.. وماذا يقول المحافظ لأهالى المحافظة فى الريف وهو نفسه لا يلتزم بالتعليمات؟!
لا أتحامل أبداً على المحافظ، بالمناسبة، ولكنى أطالب بتوقيع غرامة عليه، خصوصاً أن مديرية الصحة رفضت نقل حرم المحافظ فى سيارة ملاكى، لمخالفة ذلك بروتوكول التعامل مع مرضى كورونا الصادر من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، والذى يقضى بنقلهم فى سيارة إسعاف معقمة ذاتياً، ومن خلال فريق عزل يرتدى ملابس وقائية، إلا أنه كان «المحافظ».. فلم «يحافظ» واستغل سلطته فى اتخاذ القرار.. وماذا يفعل أى طبيب مع المحافظ مثلاً؟!.
إن الأمر يتطلب اعتذاراً من المحافظ ومن مجلس الوزراء، لما بدر من الدكتور أيمن مختار.. فالقضية ليست أنه أصيب بكورونا، ولكن لأنه خالف كل التعليمات والإجراءات فى التعامل معها؟!.
وأخيراً، لا أطالب المحافظ وزوجته بالانتقال إلى مستشفى الحجر بالمنصورة أو الإسماعيلية.. إنما أطالبه بالالتزام بتعليمات الصحة.. وأخشى أن يعقد اجتماعاته فى استراحة المحافظ فيتم نقل العدوى إلى كل مديرى المديريات بمن فيهم مدير الأمن، ومدير الصحة أيضاً!.