توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نيابة وقضاء وشرطة الـ«سوشيال ميديا»

  مصر اليوم -

نيابة وقضاء وشرطة الـ«سوشيال ميديا»

بقلم : أمينة خيري

  من حق الجميع أن يتابع، بل هو واجب، ليكون المواطن مدركًا ما يدور حوله. ومن حق الكل أن يعبر عن رأيه، فالتعبير عن الرأى حق أصيل للمواطن طالما التزم معايير معروفة من عدم نشر الأكاذيب أو تداول الشائعات، وغيرهما. لكن الملاحظ أن التعبير عن الرأى تطور بمساعدة الـ«سوشيال ميديا»، فأصبح إفتاء وتنظيرًا بلا حدود. الجميع خبراء ومتخصصون، والجميع علماء هندسة وفلك وكيمياء وطرق وكبارى وفيزياء وتاريخ وعلم نفس وحساب مثلثات وأحياء مائية وحيوانية وبشرية. وبالطبع كل من قرأ كتاب دين أو استمع لرجل دين، أصبح علّامة يفتى فى شؤون الأحياء والأموات.

واستمر التطور فى التعبير عن الرأى، ليتحول أخيرًا إلى علم كامل شامل فى الجرائم والحوادث. تقع حادثة أو تُرتكَب جريمة فى العاشرة، فتتحول جيوش الـ«سوشيال ميديا» الجرارة فى العاشرة والربع إلى وكلاء نيابة ومحققين ومعاونى نيابة ومباحث وأمناء شرطة ومحامين وقضاة وعساكر دورية ونائب عام وشهود عيان (من أمام شاشاتهم وليس من موقع الجريمة أو الحادث).

مرة أخرى، من حق الجميع أن يعبر عن رأيه، لكن الهبد حين يتفاقم، والرزع حين يتعاظم تصبح الأجواء العامة مسمومة قاتلة. خذ عندك مثلًا عزيزى القارئ مثال مأساة كنيسة أبوسيفين. يخرج أحدهم بعد وقوع المصيبة بدقائق ملوحًا بشبهة عمل إرهابى، ومعلنًا أن «الطرمخة» لن تجدى. البعض سيعتقد أن هناك معلومة بأنه عمل إرهابى ويبنى رأيه ورأى من حوله بناء على هذه «المعلومة»، ويقوم بدوره بنقلها يمينًا وشمالًا. مفهوم بالطبع أن ميراث الماضى يلقى بظلال وخيمة على الحاضر، لكن ليس هكذا تدار المواريث. آلاف التعليقات والآراء تدور رحاها على منصات السوشيال ميديا مفندةً كل كبيرة وصغيرة رآها أحدهم فى مقطع فيديو استغرق ثوانى، أو سمع عنها آخر من صديق عرف عنها من ابن عمته الذى عرفها بدوره من جاره.. «شوف الدخان جاى من يمين المدخل يبقى أكيد كذا»، «الراجل الواقف ورا تحركاته مريبة أكيد وراه سر»، «بيقولك العيال جابوهم اليوم ده مخصوص بدرى أكيد فى إنَّ»، ناهيك عن آلاف غيرها من تحميل فلان مسؤولية ما جرى وتبرئة ساحة علان، وقائمة لا تنتهى من السموم الكلامية والسهام القاتلة التى تُفاقم من حجم الألم ولا تلقى بالًا للمصيبة الإنسانية أولًا وأخيرًا.

ليس المطلوب بالطبع إسكات الناس أو تلجيم آرائهم. كل المطلوب ثُمن كيلو تعقّل فى الهبد، وثُمن آخر تحقّق قبل النشر. وبهذه المناسبة، ينتشر فيديو لنائب برلمانى أخطأ عدة مرات فى قراءة آية قرآنية فى المجلس قبل ست سنوات. «أحدهم» - وهو ذو أيديولوجية معروفة - نشر الفيديو على صفحته على اعتبار أنه لوزير التربية والتعليم الجديد، وهاتك يا هبد من قبل المتابعين ومعيدى النشر: يا خسارة يا مصر، البلد خربت، حسبى الله ونعم الوكيل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيابة وقضاء وشرطة الـ«سوشيال ميديا» نيابة وقضاء وشرطة الـ«سوشيال ميديا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon