توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواطن ورجل أعمال وكتاب

  مصر اليوم -

مواطن ورجل أعمال وكتاب

بقلم : أمينة خيري

مشاعر لا يمكن وصفها بالود تجمع في التاريخ الحديث بين المواطن المصرى الموظف أو العاطل أو المتقاعد وبين المواطن المصرى رجل الأعمال. انقشاع الود تجاه رجال الأعمال مسألة معقدة تحتاج صفحات وساعات للتحليل. فبين إصرار من صناع الدراما على شيطنة رجل الأعمال رغم أن المنتج في الأصل هو رجل أعمال كذلك الكثيرون من الممثلين والممثلات، وافتئات البعض من المثقفين على منظومة «شعللة» رجل الشارع وامرأته المطحونين الكادحين تجاه رجال الأعمال على أساس أن سبب الفقر والبلاء الأوحد هو ثراء رجال الأعمال، وليس ضيق حال الآخرين أو سوء إدارة الاقتصاد أو الإصرار على ضخ العيال بديلًا عن المال، وتحالف المال وبعض رجاله مع السلطة وفسادها لسنوات طويلة وغيرها.

ويبدو أن هناك مصلحة ما لأشخاص ما في الإبقاء على هذه العلاقة مشدودة مأزومة رغم أنها لا تصب في صالح الوطن أو المواطنين أو المواطنين من رجال الأعمال. وحين طالعت كتاب «مذكرات رؤوف غبور: خبرات ووصايا» شعرت بأن في نهاية نفق العلاقة العجيبة ضوء ساطع. الكتاب حديث من قلب رجل أعمال لمن يهمه الأمر. أمر ماذا؟ أمر المواطن والبيزنس وراغبى دخول عالمه والحرب والسجن والتعثر والنجاح والإدارة والزراعة والاستثمار والحب والأصدقاء. ببساطة هي سطور تشى بتوليفة من أسرار النجاح وتهدم أسوارًا وموانع تحول دون التقارب والتفاهم. رؤوف غبور يقدم رؤيته التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمصر، والرؤية قابلة للاتفاق أو الاختلاف، لأنها تظل رؤية تتحكم فيها ما يمر به كل منا من تجارب تختلف عن الآخرين. لكن الأهم هو ما وراء الرؤية. فالخبرة والمعرفة والحنكة التي تتوقف عند حدود صاحبها محدودة الفائدة. وتلك التي تنقل- ولو من باب العلم بالشىء- أشبه بالصدقة الجارية التي تستمر الاستفادة منها إلى ما شاء الله. نشأة مدرسة صارمة جدا لدرجة القسوة أحيانا، مع جذور شامية فضل غبور الأب أن تطغى صفة «القبطى المصرى» عليها، مع مصارحة باهتمامه منذ صغره بحلم «تكون ثروة»، والاستثمار الأول في سن السابعة في نصف صينية بسبوسة، وتطوع مبكر لمساعدة مصابى حرب أكتوبر العظيمة مع قرار بهجر مهنة الطب، ما لبيزنس العائلة وما عليه ثم رحلة الاستقلال، ثم رحلة السجن التي يصفها بـ«التجربة المثيرة والفرصة الذهبية للتأمل» ويكفى أن رجل الأعمال المسيحى الذي وجد في قراءة الإنجيل خير رفيق في الحبس وهو الذي لم يكن قد قرأه من قبل وفى الوقت نفسه علاقته «الطيبة» مع عناصر «التكفير والهجرة» وغيرها من الحكايات الحياتية المثيرة والمفيدة لا سيما للأجيال الصغيرة. الأجيال الصغيرة في مصر في أمس الحاجة لمعرفة أن عالم البيزنس والمال ليس قططا سمانا وسيجارا عملاقا وحياة سهلة بالضرورة. يخبرنا رؤوف غبور في «خبراته ووصاياه» ما وعد به في مقدمة مذكراته: «عرض صادق لقصص كفاح وشخصيات مرت أمامنا وتعاملنا معها وربما قرأنا القليل عنها، لكن إليكم التفاصيل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطن ورجل أعمال وكتاب مواطن ورجل أعمال وكتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon