توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاج أعراض السوس

  مصر اليوم -

علاج أعراض السوس

بقلم : أمينة خيري

أعاد صديق تذكيرى بحقيقة أن منتقدى من يلقى قمامة في الطريق ومخلفات بناء على الناصية، ويخرب مقاعد قطار، ويستولى على الرصيف المقابل للمقهى، ويسير عكس الاتجاه ضاربًا عرض الحائط بسلامة الآخرين، ويتحرش بسائحة وينصب على سائح ويقرفهما في عيشتهما ولا يتركهما إلا وقد تأكد تمامًا أنهما سيبرحان مطار القاهرة دون رجعة إلى آخره.. هم من النافخين في القِرَب المقطوعة، ولن ينالهم إلا أن ينقطع نَفَسهم. لماذا؟.. لأن الانتقاد المتكرر وتدخلات علاج الأعراض بين الحين والآخر تترك الجذور بسوسها وفطرياتها وأمراضها راسخة ثابتة وطيدة متمكنة واثقة في أعماق الأرض.

كتبت كثيرًا عن علاج الجذور، لكننا جميعًا ما زلنا في مرحلة علاج الأعراض.. علاجات موسمية. خذ عندك مثلًا عزيزى القارئ ما جرى قبل أيام على طريق الأوتوستراد في منطقة البساتين.. قرر سائق لودر أن يسير عكس الاتجاه!.. أين؟!، ليس في شارع فرعى، أو في منطقة نائية، أو ميدان تحت الإنشاء، بل على طريق الأوتوستراد.. قرار السائق أدى إلى سفك دماء ثلاثة أشخاص في سيارة ملاكى.

وبعد تقديم التعازى وشكر الجهات المختصة التي ألقت القبض على سائق اللودر وغيرها من إجراءات علاج الأعراض، نسأل: ما الذي شجع السائق على السير عكس الاتجاه على طريق الأوتوستراد؟!.. إما أنه لا يعرف أن هذا الاتجاه اتجاه واحد.. وهذه كارثة.. أو أنه قرر أن «يخطف» بضعة أمتار عكس الاتجاه بسرعة، وعادى، وإيه المشكلة، وكتير بيعملوها وربنا بيستر.. وهذه مصيبة.. أو أنه على يقين بأن أحدًا لا يحاسبه.. وهذه أم المصائب وكارثة الكوارث.

وبسذاجتى المعهودة كنت أعتقد أن الغياب الكامل والتام لأى خدمات وقوات وقوانين مرورية في المدن التي كانت جديدة وصارت قديمة، مثل الشروق ومدينتى والعديد من المناطق في التجمع استثناء. والحقيقة أننى أشفق تمامًا على المسؤولين عن المرور (وأقصد المنوط بهم تطبيق قوانين السير التي من شأنها تقليل حجم هدر الأرواح والممتلكات، مثل: السير في تعرجات، والتخطى الخاطئ، واعتبار الخطوط المحددة للحارات زينة لتجميل الطريق، ولبس الحزام، وطفاية الحريق، وسريان الرخصة فقط وجميعها بالغ الأهمية بالطبع). فليس من المعقول أن يتم تعيين فرد من إدارة المرور ليرصد كل مركبة على الطريق. فعدد القوات لا يكفى لتحقيق غاية «عسكرى لكل مواطن»، كما أن العسكرى ليس ملمًا بالضرورة بقواعد السير على الطريق.

الطريق عامر بالحكايات. مثال آخر من خان الخليلى وزيارة خاطفة مع صديقة أسترالية قبل أيام. دعك عزيزى القارئ من الزحام وتكالب البعض لعرض منتجاته- بما فيها قطط الشارع- على الصديقة لتشتريها، ولكن مهمة الإبقاء عليها في أمان بعيدًا عن عشرات الموتوسيكلات الطائرة في شوارع خان الخليلى بالغة الضيق كانت بالغة الصعوبة. الحملات الموسمية لتوقيع غرامات على من يلقى القمامة ويخرّب القطار ويسير دون حزام أمان علاج لأعراض السوس وليس بتره

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاج أعراض السوس علاج أعراض السوس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon